يحتاج المبعوث الأممي السيد فولكر بيرتس إلى من يترجم له أبيات الأغنية السودانية الشهيرة (يا غريب يللا لبلدك) للغته الألمانية الأم، إن لم تسعفه لغته العربية الركيكة على فهم المعنى والمطلوب.
لقد انتهت مدة فولكر، (انتهت مددك)، كما رددها الفنان الراحل حسن خليفة العطبراوي، ولم يعد في وسع الرجل البقاء بأي حجة من الحجج.
لن تفرض الأمم المتحدة على شعب السودان من يشكل له حكومة عليه أو يفرض عليه أحدا، وإن كان من جاء بالسيد فولكر قد ذهب فلن يبقى هو، أما المتعلقين به اليوم فليذهبوا معه غبر مأسوف عليهم (سوق معاك ولدك)!.
نعلم أن من السودانيين من جُبل على الخيانة، وأن العمالة تجري في دمه سواء أن كان بعضهم يمثل قوى سياسية لا تعيش إلا تحت وصاية وحماية المستعمر، أو قادة هم في الأصل أحفاد عملاء سابقين حملوا جيناتهم في الارتزاق والعمالة.
لقد قالها شيخ العرب “أب سن” عندما كانت باخرة العار تعود بهم من إنجلترا، بعد ذهابهم لتقديم التهنئة وفروض الولاء والطاعة لامبراطورها بمناسبة انتصاره في الحرب العالمية، قال أب سن لرفاقه، الذين كانوا يتحدثون عن حل مشاكل السودان، إن حل تلك المشاكل حسب رأي شيخ العرب أن تغرق الباخرة التي كانت تحملهم على طريق العودة وتغرقهم (سُتْ)(ما يفضل فيهم نفاخ النار)، أو كما قال الناظر أب سن !.
لم تغرق باخرة العار التي كان علي قيادتها السيد عبد الرحمن المهدي، الذي حمل معه سيف والده الإمام المهدي ليقدمه لامبراطور إنجلترا كناية عن الولاء والطاعة، وما كان من الامبراطور إلا أن رد إليه السيف طالبا منه حراسة الامبراطورية العظيمة به! ومنذ ذلك التاريخ وإلى الآن لا يزال هناك من يسعون للغرب في المنظمات والبعثات والسفارات ليمكنهم من حكم بلادهم، ولقد تدنت العمالة وتدلت للعرب ولمقطوعيات خاصة بالكاد تعتبر دولا !.
إن السودان بلد عظيم بتاريخه من غير هؤلاء، وغني بجغرافيته، وعزيز بأهله، وهو بهذا الطول والعرض والعمق لا يسع فولكر ولا (أولاده)، وعلى (وجه الثعلب) أن يرحل، فالسودان ليس سوريا !.
بكري المدينة