تم تنظيم موكب من قبل أفراد ومجموعات ومنظمات نسوية سودانية في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم، انطلق من أمام وزارة العدل.
الموكب الذي نظم تحت شعار #ItsNotOkay طالب بعدة بنود كقوانين صارمة وعواقب رادعة للمتحرشين والمغتصبين والمعنفين داخل وخارج المنزل.
البداية
وبدأ الموكب انطلاقاً من وزارة العدل إلى وزارة الداخلية ومكتب النائب العام.
وتقول إحدى منظمي الموكب نفيسة فزع ” بدأت فكرة الموكب من الاضطهاد الذي تعايشه النساء السودانيات” وتضيف فزع “تم حشد المشاركين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى اتحاد عدد كبير من منظمات المجتمع المدني المعنية بالمرأة منها نون النسوة وشبكة صيحة”.
وتروي إحدى المشاركات ايناس عبدلله ” شعور التضامن والتنوع بين النساء الذي يشهده موكب النساء جميل جدا، فكل أشكال وأعمار النساء تضامنوا فترى غير المحجبه والمحجبة والتي ترتدي نقاب”
وتقول إحدى المنظمات رهف العباس ” اعترضت عربة بدون لوحات موكب النساء وسببت إصابات لعدد من الفتيات والنيابة العامة ترفض تحرير عريضة بعملة الدهس رغم عشرات الشهود حتى الآن” وتضيف ” هناك أيضا بعض محاولات السرقة والتحرش”.
ويذكر أن الموكب جاء عقب عدة حوادث تحرش وعنف بسودانيات مؤخراً والتي أثارت موجة من الغضب والتضامن على مواقع التواصل الاجتماعي في السودان وأطلق ناشطون حملة واسعة لمواجهة هذه الظاهرة والمطالبة بسن قوانين رادعة ضد المتحرشين. وتصدر وسما #نحنا_معاكي و#التحرش_جريمة #أبوي_قتلني قائمة ترند تويتر في البلاد.
قضية الطفلة سماح على خلفية المسرح
نظم نشطاء في حقوق الإنسان والمرأة والطفل حملة للمطالبة بالعدالة في قضية الطفلة سماح الهادي(14 عاما) التي قتلت رميا بالرصاص على يد والدها بمنطقة الصالحة جنوب أم درمان الجمعة 19 مارس،
وقد فتح عم المجني عليها بلاغا في الشرطة قال فيه ان الطفلة كانت تعبث بسلاح يخص والدها فأصابت نفسها ، واستنادا إلى ذلك تم دفن الجثمان دون تشريح ، إلا أن مئات الحقوقيين استنادا الى “الحق العام” رفعوا عريضة في موكب لوزارة العدل بعد ان تسربت تفاصيل الجريمة إلى مواقع التواصل الاجتماعي بواسطة سكان الحي الذين سجلوا شهاداتهم عن الحادثة وأكدوا أنها “جريمة قتل” ، في السبت 27 مارس 2020 تم تشريح الجثمان بتوجيه من النائب العام ورُفع تقرير الطب العدلي ، وتم تحديد مسار التحريات .
حكاية سوط العنج وعلاقته بالموكب
أعرب الكثير من النشطاء والمنظمات الحقوقية في السودان عن قلقلهم من عودة ما يسمى “قانون النظام” الذي كان مطبقا في عهد الرئيس السابق، عمر البشير، وهو القانون الذي يضيق على الحريات الشخصية لاسيما تلك التي تتعلق بملابس النساء ونوعيتها.
يأتي ذلك على خلفية إقدام ثلة من الشباب السوداني بالدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي لضرب النساء بالسياط في الشوارع حال “عد التزامهم باللباس المحتشم”. وانفجرت ردود الفعل الغاضبة عقب تصريحات لمدير عام شرطة ولاية الخرطوم، عيسى آدم إسماعيل
تفاعل فيها مع هذه الحملة والموكب بمطالبة الفتيات بالاحتشام وعدم إدانته لدعوات العنف استخدام، وتحدث في تصريحاته عن قانون “النظام العام”، قبل أن يصدر نفي رسمي عن وزارة الداخلية عن النية لإعادة القانون الملغي.
وأوضحت وزارة الداخلية السودانية في بيان صادر عنها أنه “ليس هناك اتجاه لإعادة إنتاج تشريعات تواضع الشعب على رفضها باعتبارها مقيدة للحريات العامة ولا تتفق مع مطلوبات التغيير، وعلى رأسها قانون النظام العام الذي لن يعود أبدا بأي صورة من الصور”.
وألغت الحكومة الانتقالية القانون الذي كان يطبق منذ عام 1996 بغرض الحفاظ على ما يسمى “الآداب العامة” ولكنه كان يستهدف فئات ضعيفة وفقيرة لاسيما السيدات اللواتي امتهن بيع الشاي على الطريق وبتن يعرفن بلقب “ستات الشاي”.
ومن أشهر القضايا التي انطبعت في ذاكرة الرأي العام خلال العهد السابق، فرض عقوبة الجلد على الصحيفة السودانية، أميرة عثمان، في العام 2013 بتهمة ارتداء “زي فاضح” لأنها ظهرت مرتدية بنطالا فضافضا.
وأكد بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي أن التهديدات تحولت إلى حقيقة، وأنهم شهدوا وقائع منفردة للاعتداء على النساء بالسوط (الكرباج) أو ما يسمى باللهجة المحلية بـ”سوط عنج”.
وقالت فتاة تدعى شيماء على موقع تويتر إن هناك حملة أطلقها من وصفتهم بـ”الهمج” حملة تحت شعار ضرب أي فتاة بـ”سوط عنج” إذا لم تكن ترتدي زيا محتشما بحسب معاييرهم.
وأوضحت شيماء في سلسلة تغريدات أن فتاة شابة سودانية تحمل الجنسية الأميركية أخبرتها أن شبابا ترجلوا من سيارة قبل أن يجلدوها بالسوط بحجة أن ملابسهم لم توافق هواهم.
ونوهت إلى أن تلك الفتاة تمكنت رغم تعرضها للضرب من حفظ رقم لوحة سيارتهم لتتقدم لاحقا ببلاغ ضدهم إلى السلطات المختصة، غير أنها والكلام- لشيماء- تعرضت لضغوط قوية لتتنازل عن القضية بحجة عدم وجود إمكانيات مادية لدى المعتدين لتعويضها، على حد قولها.
ولفتت شيماء إلى أنه بسبب تلك الحادثة انتشر لاحقا وعلى تويتر هاشتاغ يدعو إلى ضرب أي بنت “مطلوقة” (أي غير محتشمة) إذا اقدمت على “سلوك شائن” في الأماكن العامة.