أعلن ناشطون معارضون من أبناء مدينة “كفر زيتا” بريف حماة الشمالي، عن التبرء من الأشخاص الذين سيشاركون في انتخابات النظام السوري، والذين تجاهلوا الشهداء والمعتقلين والدمار الحاصل بسبب آلة القتل الأسدية.
وأصدر ناشطون وحقوقيون من أبناء المدينة بيانا، جاء فيه أن مدينة “كفر زيتا” وعلى مدار 10 سنوات من عمر الثورة، قدمت حوالي 700 شهيد وتغييب أكثر من 100 شاب من أبنائها، وتهجير 99% من أهلها، وتدميرها بنسبة 98%، إضافة إلى سرقة ونهب الممتلكات.
وأضاف البيان أن “هذه الدماء والأعراض هي الفيصل بين الحق والباطل، وفيها الكفاية ليحدد كلّ منّا انتمائه وولائه وأن يختار فسطاطه، فنحن أمام فسطاطين لا ثالث لهما، فسطاط الحق الذي تمثله ثورة الحق والحرية والكرامة، وفسطاط الباطل الذي يمثله عصابات الأسد وأعوانه وحلفائه”.
وأكد البيان أن “اليوم هو يوم الفصل بيننا وبينكم، فإننا نبرَأ إلى الله منكم، ونتبرأ أي ارتباط يجمعنا عصبةً كانت أو نسبًا أو صهرًا أو ولاءًا، فكل من ستثبت مشاركته في هذه الجريمة جريمة تزوير إرادة الشعب، هو شريك في قتلنا وتهجيرنا وتشريدنا ونهب أملاكنا وإتلاف ممتلكاتنا وتدمير مدينتنا، وسيتحملون تبعات هذه الشراكة بما يقتضيه الشرع والحق”.
مقتل أكثر من 1200 مدني
وتعليقا على ذلك قال مصدر حقوقي من أبناء المدينة المهجرين، إن “النظام يحاول طمس تاريخ المدن الثائرة وإهانة شهدائها، من خلال إظهار موالاة أهلها له عبر إظهار بعض المخبرين وهم يتراقصون في المدرسة الوحيدة التي أعادت ترميمها اليونسكو من أصل 14 مدرسة مدمرّة بالكامل”.
وأضاف أنه “اقتضى توضيح الموقف وإصدار بيان يعبِّر عن موقف أهل كفرزيتا، علما أن المهجرين منها 29000 من أصل 30 ألف، ومن بقي فيها لا يتعدون أكثر من 150 شخص منهم الموظف والمدرس والشبيح”.
وأشار إلى أن “الاحتفالات بالانتخابات الرئاسية التي تشهدها مدينة كفر زيتا، يقودها الشبيحة واللصوص والذين هم من خارج المدينة، ومن الذين جلبوا عائلاتهم للاستيطان في المدينة بدلا من سكانها الأصليين”.
يذكر أن قوات النظام وميليشيات إيران تمكنت من السيطرة على مناطق عدة في ريفي حماة وإدلب، بعد حملة عسكرية واسعة مستمرة منذ بداية شهر شباط 2019، وأسفرت حتى مطلع آب 2019، عن مقتل أكثر من 1200 مدني في حلب وحماة وإدلب، وإجبار ما يزيد عن 800 ألف نسمة على النزوح من منازلهم.
وتشهد عموم المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، احتفالات ومسيرات ينظمها موالون للانتخابات الرئاسية المقررة في 26 مايو الجاري، معلنين دعمهم لرأس النظام السوري “بشار الأسد” لاختياره لولاية جديدة لإدارة البلاد التي تشهد ترديا اقتصاديا ومعيشيا واضحا، وسط رفض غربي وأممي لتلك الانتخابات التي وصفت بأنها “مسرحية هزلية”.