يرى بعض العملاء أن بعثات الأمم المتحدة لممثليها في السودان قد تجني ثمارها في ازدهار الأوضاع بالسودان، إلا أن ما لا يعلمه البعض أن ممثلي بعثات الأمم تأتي كالمارد المتوحش الذي يتغذى على الدماء ويقصف بسيفه اركان الدوله ويفتتها ومن ثم يخرج منها منتصرا تبرز أنيابه من الفرح والسرور وأنه أدى مهمة التفكيك بنجاح ، فالتجربة لبعثات الأمم المتحدة في الدول العربيه عامة لاتجني زرعا الا الدمار والتفكك فانظر لما فعله المبعوث الأممي بريمر في العراق ، والتي أدت إلى اشتعال الحرب الأهلية ، والتدخل العسكري ، واحتلالها من قبل الأمريكيين ، مما أدى إلى دمار شامل ، أصاب تلك الدولة ، والتي ظلت تعاني منه حتى اليوم ، فنجح الشعب السوداني من طرد فولكر عبر المواكب المنظمه التي كانت تخرج ضده وتهتف ضدة ، فاتضح أن فولكر منحازا فقط لمجموعة قوي الحرية والتغيير ، والعمل بوضوح على إقصاء كل القوى السياسية الأخرى الفاعلة ، بما في ذلك أصحاب مبادرات الحلول الوطنية ، في معالجات الأزمات ، التي أصبحت تحاصر بلادنا في كافة المجالات السياسية والاقتصادية ، والترتيبات الأمنية والعسكرية الخاصة ، بحركات الكفاح المسلح إلى أن قام فولكر مؤخرا بابتداع فكرة الإعلان عن الاتفاق الإطاري، المنحصر تماما في قوي سياسية معينة ، والتي أعلنت عن رفضها لأي مجموعات ، كانت قد رغبت في الانضمام إليها ، كما أن السيد فولكر ظل باستمرار رافضا للحوار السوداني سوداني ، لمخالفته لأجندته الخاصة ، كما أن هناك سؤال يطرح نفسه ، ماذا فعل فولكر من أجل السلام ووقف التمرد والحرب ، في دار فور وجنوب كردفان ، ولماذ فشل في استقطاب عبد العزيز الحلو ، وعبد الواحد محمد نور ، فالإجابة على ذلك السؤال بسيطة جدا ، وهي لأنه يريد ذلك ولا يريد استقرارا وسلاما دايما في السودان ، حتى يستمر وصيا عليه ومتحكما في مستقبله ، طالما هو على قمة ثلاثية مجلس الأمن ، نعم نجح الشعب السوداني في طرد فولكر وبعثته ، لكن ما خلفه فولكر كان الأكبر والاحجم دمارا ، فسوف يغادر فولكر تاركا حروبا مشتعله كان هو من اوقدها في الغرب والشرق والوسط سيذهب فقط بإعفاء دون محاسبة أو عقاب ، فهو ماتريده الأمم المتحدة لأنها تعلم تماما ما سيخلفه فولكر بعده .