هل أصبحت إيران بوابة الصين لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط ، سؤال تبادر الى ذهن الكثيرون بعد أن وقعتا اتفاقية في الأسبوع الماضي، وصفها وزيرا خارجية البلدين بإنها شراكة استراتيجية لمدة 25 عام على الأقل. ولم تُنشر تفاصيل هذا الاتفاق بعد، لكن التكهنات تشير إلى أن الصين ستتحدى العقوبات الأمريكية بشراء النفط الإيراني. وفي المقابل، تسمح الجمهورة الإيرانية للصين بالاستثمار في البلاد، خاصة أن العقوبات حالت دون وجود أية استثمارات أجنبية.
مبادرة الحزام والطريق:
ويعد هذا الاتفاق امتداداً جديداً للمشروع الصيني الخاص بمبادرة الحزام والطريق، التي تشمل بناء طرق تربط الصين ببقية أنحاء العالم مما يمكنها من توسيع نفوذها كقوة عالمية.
وتشكك بعض الإيرانيين في دوافع الصين عند تسريب مسودة للاتفاق العام الماضي، فاتفاقات الحزام والطريق تهدف إلى خدمة مصالح الصين بالأساس. وتبين لاحقا أن بعض الاتفاقات التي بدت جذابة هي في الحقيقة مجحفة وقاسية بالنسبة للدول الأصغر والأفقر (والكثير منها أفقر وأصغر من الصين)، التي وجدت نفسها قد تورطت في الاتفاق
كن إيران لها وضع مختلف، فهي أصغر من الصين، لكنها تظل بلدا كبيرا ذا موارد طبيعية هائلة وسياسة خارجية فعالة.
مصالح أمريكا مع الصين في ملف إيران:
من جانبها شدّدت الولايات المتّحدة الأربعاء على مصالحها المشتركة مع الصين في الملف النووي الإيراني، رافضة التنديد علناً ب”اتّفاقية التعاون الاستراتيجي لمدة 25 عاماً” التي أبرمتها بكين وطهران الأسبوع الماضي. وكان عدد من صقور المحافظين الأمريكيين رأوا في هذه الاتفاقية التي وقّعتها بكين وطهران السبت دليلاً على بروز محور جديد مناهض لواشنطن.
واكتفى المتحدّث باسم وزارة الخارجية الامريكية نيد برايس بالقول للصحافيين “لن نعلّق على مناقشات ثنائية محدّدة”، في موقف بدا فيه أنّ إدارة الرئيس جو بايدن تتوخّى عدم إلقاء الزيت على النار في هذا الملفّ.
وشدّد برايس على أنّ لواشنطن وبكين مصالح مشتركة في وقت يسعى فيه الموقّعون على هذا الاتفاق إلى إيجاد طريقة لإنقاذه. وقال برايس “سنتعامل مع أيّ محاولة للالتفاف على هذه العقوبات”، من دون أن يشير إلى الاتفاق الإيراني-الصيني على وجه التحديد.
وحرص برايس على التذكير بأنّ العقوبات الامريكية على إيران ما زالت “سارية المفعول” بانتظار توصّل واشنطن وطهران إلى تفاهم ينقذ الاتّفاق الدولي الذي أبرم في 2015 بشأن الملف النووي الإيراني. وأضاف “كما تعلمون فإن المنافسة هي ما يحدّد علاقتنا مع الصين، لكن لدينا في بعض الحالات مجالات ضيّقة من الاصطفاف التكتيكي”. وتابع “يصدف أن تكون إيران واحدة منها. الصين برهنت عن تعاون في جهود احتواء البرنامج النووي الإيراني”.
والصين هي إحدى الدول الكبرى الستّ التي وقّعت الاتفاق النووي الإيراني في 2015 في فيينا مع كلّ من الولايات المتّحدة وروسيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة بالإضافة إلى الجمهورية الإسلامية.