هل جاء فولكر لتقسيم السُّودان؟

البعثة الأممية التي جاءت إلى السُّودان بطلب من الدكتور حمدوك رئيس الوزراء في الفترة الانتقالية, وجاءت بهذا الطلب الذي كتبه خلسةً للأمم المتحدة دُون عِلم الشّعب السُّوداني ودُون عِلم المكون العسكري في مجلس السِّيادة, وقد يكون دُون عِلم كل مجلس السِّيادة. وحسب كلام الدكتور حمدوك إنها بعثة جاءت لتساعد السُّودان في تنفيذ مهام الفترة الانتقالية, وإنها تقدم الدعم المادي والمعنوي واللوجستي, واُختير لها الألماني فولكر رئيساً وهي تحت البند السّادس.

جاء هذا الألماني ونصّب نفسه رئيساً للسودان على شاكلة (بريمر) في العراق, وصار يتدخل في شؤون السودان بما في ذلك السيادية, بل بدأ يحشر أنفه في كل شئ حتى وصل دعوته لجان المقاومة للاجتماع بها للتفاكر حول الفترة الانتقالية وكأنه رئيس البلاد أو رئيس الوزراء!! وصار يتجوّل بين ساسة آخر الزمان ويزور مَن يطلقونه من المعتقلات, وكذلك يجتمع بقادة الأحزاب, بل صار فاعلًا في السياسة السودانية. واعتقد انه بعد قليل سيتدخّل في علاقات رجال سودانيين ونسائهم, بل يتدخّل في ماذا يأكلون وماذا يشربون!! أعتقد أن هذا الألماني جاء الى السودان ويحمل أجندات خطيرة, وأعتقد منها تفتيت السودان وتمزيقه, وأعتقد أنه ينفذ مُخطّط الإدارة الأمريكية في عهد بوش والتي غزت العراق وكان في جعبتها غزو سبع دول شرق اوسطية وعربية من بينها السودان, وأعتقد أن هذا الرجل الآن أكمل مهمته وأحكم السيطرة على القرار السوداني, وإن مخطط تقسيم السودان صار جاهزاً. وسيتم عبر تنفيذ برنامج الفوضى الخلاقة الذي يُجرى على قدم وساق, بل يتم ذلك بأيدٍ سودانية تحت إمرة هذا الألماني لأنه وجد ضالته في بعض أبناء السودان الذين يسعون بعلم أو بدونه في خلق بيئة تساعد هذا الألماني على تنفيذ أجندته!!

إنّ تحرُّكات هذا الألماني كلها تنم عن ريبةٍ وشَكٍّ, بل هي الاستعمار الجديد الذي جاء بجحافل من أبناء السودان كانوا خارج السودان ووضعهم في مواقع صنع القرار ليساعدوا على ضياع السودان!

إنّ تحرُّكات هذا الألماني منذ الخامس والعشرين من أكتوبر المنصرم, كلها تدل على أنه يعمل وفق أجندات تقسيم السودان, بل خلق فتن تستعجل ذلك, خاصةً وأنه يتحرّك على الأرض ويمشي بين المسؤولين السودانيين والمواطنين وكأنه مُواطنٌ سودانيٌّ يحمل الهوية السودانية, ولا يلتزم بالأعراف والقوانين التي تُنظِّم العلاقات الدبلوماسية بين الدول وتحدِّد حركاته وسكناته, بل يعمل خارج التفويض الممنوح له وفق الأعراف الدبلوماسية!!
إنّ السيد فولكر تخطى الحدود الحمراء, وترك مهمته التي جاء إليها وبليل بدأ ينصب نفسه وصِيّاً على السودان, بل هو يعمل بجد الآن ليقضي على الجيش السوداني وخاصةً في تقريره الأخير للأمم المتحدة وهو تقريرٌ مُفخّخٌ وفيه تحميل على القوات المسلحة, بل فيه انحيازٌ كاملٌ لبعض القوى السياسية وهو يدق إسفينا بين أبناء السودان!!
إنّ تقريره للأمم المتحدة يحمل كثيراً من المُتناقضات, وكذلك يُحرِّض الأمم المتحدة على السودان وجيش السودان, ولذلك هذا الرجل استحق الطرد من السودان!!
الأخ البرهان إلى متى تتحدّثون ولا تفعلون؟! إنّ الكلام عن المجتمع الدولي كذبة يُراد منها تخويف القيادات الوطنية واستعباد الشعوب.

ولذلك مطلوبٌ من البرهان وحميدتي أن (يملوا قاشهم) ويتعاملا مع كل سفير أو رئيس بعثة دبلوماسية أو دبلوماسي بما ينسجم مع الأعراف الدبلوماسية, وأي دبلوماسي يتجاوز تفويضه القانوني يغادر السودان فوراً غير مأسوفٍ عليه!!
يجب أن ينضبط أي دبلوماسي بالقوانين والأعراف الدبلوماسية دون استثناءٍ.
وكذلك على وزارة الخارجية أن تُمارس مسؤولياتها بحزمٍ, وعلى السيد رئيس مجلس السيادة إشهار البطاقة الحمراء في وجه ايِّ دبلوماسي يُخالف القوانين المُتعارف عليها في هذا المجال..
إنها السيادة السودانية!!