عاش السودان سنوات طويلة من الصراع بين الحركات المسلحة والجيش السوداني، وكانت نتيجة هذه السنوات الطويلة ألاف من الضحايا والتفكك الداخلي وتسلح العديد من القبائل وظهور العنصرية القبائلية وانقسام جنوب السودان وغيرها من المظاهر التي لا يريد الشعب السوداني ان يعيشها مرة أخرى.
في الأسابيع القليلة الماضية تطورت الأمور في إقليم دارفور الى حد العنف والإقتتال القبلي بجانب المعارك بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، وانتهكت جميع الأعراف الانسانية في عدة مناطق خلال أوقات مختلفة، ولذلك طالب حاكم الإقليم والقيادي في الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية وقف إطلاق النار بتسليح المواطنين من أجل الدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم وأملاكهم، مما ينذر بحرب اخرى قد تكون أكثر خطورة مما يتوقعه المتابعون للأزمة.
وكذلك الأمر بالنسبة لقوات حركة تحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو، الذي قام بدور بتحشيد قوات كبيرة وسيطر على معسكرات للجيش بحجة مقتل أحد ضباطه، وهذا يعود لحالة الضعف وانشغال القوات المسلحة في حربها مع الدعم السريع، بجانب حالة التخبط في القيادة العامة تحت إشراف القائد العام عبد الفتاح البرهان.
تفكك السودان وإنقسام الولايات يعد أكبر التهديدات التي يواجهها السودان في الوقت الراهن، فحالة عدم الإستقرار السياسي والأمني لها الكثير من الأثار السلبية على الوحدة الجغرافية لبلاد تعاني أصلًا من التفكك وتحاول منذ سنوات طويلة للوصول الى حالة الإستقرار المفقودة.