هل كان البشير مجرما.. أم يستحق التكريم


ـ يحكى المقربون من البشير أن وفدا من التيار السلفى زار الرجل فى مكتبه فى القصر واشتكى له من كثرة القنوات الفضائية وانتشار برامج الغناء ، يقول الراوى ان البشير استمع الى الوفد جيدا ثم سألهم بهدوء هل لديكم إحصائية بعدد المساجد والخلاوى ودور العبادة التى تم إقامتها وإفتتاحها خلال الفترة الماضية ؟ ثم تولى الإجابة بنفسه ..إن أعداد دور العبادة وتحفيظ القرآن قد تضاعفت بنسبة تفوق الألف فى المائة فى الخرطوم والولايات ومع هذا فإن الحكومة لن تحمل السياط للناس لكى يذهبوا للمساجد وفى الحقيقة هذا دوركم أنتم من خلال منابركم وبرامجكم وكل القنوات مفتوحة لكم ….ثم صمت قبل أن تجلجل ضحكته فى المكان ..عايزنكم تورونا حاتنافسوا السر قدور كيف ؟ الرجل وقبل أن ينفض اللقاء طمأن الوفد قائلا …نحن (ما منزعجين) فمساجدنا عامرة بالمصلين وفى ليالى رمضان يتزاحم الناس على صلاة القيام والتهجد حتى اصبح الأمر منهجا وثقافة ..
ـ فى الحقيقة على كثرة مافعل الرجل للحفاظ على هوية الناس ووجدانهم وإرثهم ولكن قليل من الناس انتبه إن الرجل يفعل ذلك بطريقة أسهل من الطريقة التى تقول بها الحركة الإسلامية نفسها وقد كان ذكيا ولماحا وهو يقيس المسافة بين أثقال مشروع الحركة الإسلامية الفكرى والدعوى وبين قدرة وعافية جهاز الدولة والظروف المحيطة بها لتحمل إنزال هذه الأثقال فآثر أن يفعل ذلك بأدوات المجتمع …الطرق الصوفيه من ناحية وجمعيات القرآن الكريم من ناحية أخرى ثم منابر الدعاة بمختلف مدارسهم فكنت ترى الدولة وكأنها تسير وعلى يمينها عبدالحى يوسف وعصام البشير وعن شمالها السر قدور وعبدالكريم الكابلى …(دولة منفتحة ومحافظة فى آن واحد ) إن صح التوصيف !!
ـ تضاعفت أعداد مطابع الصحف وتوالدت الشركات الناشرة للجرائد وتنوعت على ارفف المكتبات العناوين ورؤساء التحرير والكتاب وتطورت صناعة الصحافة والإعلان وتضاعفت أعداد الصحفيين ..صحيح ان الوضع لم يكن مثاليا ولكنه كان معقولا ومقبولا ولكنه عموما افضل من كل العهود التى مضت مجتمعة ثم هو فوق الممتاز قياسا بالجغرافيا العربية والأفريقية
ـ صعد كثيرون لقيادة الاندية الرياضية وانتعشت القاعدة الرياضية والدورى الممتاز وأخذت الفاشر ونيالا وكادوقلى وسنار ومروى مقعدها ضمن منظومة الأوائل ونظمت الأبيض بطولة شرق ووسط افريقيا ( وهى اليوم لاتجد شربة الماء) وصعد نجوم الحزب الإتحادى لرئاسة الإتحاد العام للكرة وأسقطوا الدكتور شداد اكثر من مرة واقترب البعض من أذن الرئيس وهمسوا فيها ( عايزين نسقط الكاردينال ) فينتهرهم (خلاص الدولة بقى ماعندها شغلة ؟) ثم يطلق سخريته فى وجوههم ( فيكم راجل بكمل بنيان الجوهرة ؟)
ـ أعطى اصحاب البيوتات التاريخية مكانتها وصعد بأبنائها إلى مقاعد القيادة ( البعرف والمابعرف ) حتى يحافظ على ربط الوشائج ويخفف من غلواء التباغض والشحناء والعمل على كسر حدتها
ـ ببساطة ووضوح ..فقد وضع الرجل البلد منذ 2005م فى اطار اصلاحى قابل للتطوير والتجويد سياسيا ، وثقافيا ورياضيا ، وإجتماعيا ..ولكنها عقلية الصراخ والزعيق التى خربت كل شئ وفى ثلاث سنوات فقط
ـ فى مقهى أنيق قريب من مكان السكن استأذننى شيخ طاعن فى السن فى الجلوس إلى طاولتى فأذنت له فأخبرني أنه من اليمن ويريد أن يسألنى عن الرئيس البشير وكان مترددا فقلت له إنه بخير ولكنه لايزال معتقلا فرج الله عنه …ساعتها مد الرجل بساقه الصناعية وهو يقول انا تعافيت من اصابتى فى الحرب اليمنية فى الخرطوم بقرار من البشير انا واثنان من أبنائى نجونا من الموت ..وتداوينا مجانا وتم تركيب هذه (الرجل الصناعية) هناك وتعافيت وتعافى ابنائى ومذاك جعلنا للرجل فى كل أدعيتنا نصيب ..فإن قابلته طال الزمن ام قصر قل له جزاك الله عنا خير الجزاء …ثم ساحت دموعه فهزت وقار كل شئ
ـ عزيزى دكتور فضل عبدالله فضل .. اكتبوا شهادتكم عن الرجل …عن عطائه سرا للخصوم ومؤسسات الدعوة ومنابر الخير وللغارمين فهذا أوان الصدح والبوح النبيل