الدكتور/ عمر كابو..
إنه زمان الغطرسة والمكابرة والجهر بالسوء فعلًا وقولًا أن تخرج مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية لتعضد وتسند ماذهبت إليه إيزابيل كولمان نائبة مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ليعلنا للعالم أجمع سداد مبلغ مليون دولار عدًّا نقدًا لمؤسسات بعينها معروفة الانتماء والتوجه والصبغة اليسارية بالسودان معظمها واجهات الحزب الشيوعي ظل يتوارى خلفها يعمل بكثافة لتنفيذ أجندة أمريكية هدفت إلى خلخلة النسيج الاجتماعي الوطني وتفكيك الأسر وإضعاف الهوية الوطنية وضرب معتقداتنا الدينية والعقدية..
هذا الإعلان مثل قاصمة الظهر لأحزاب اليساريين وهو يقيم البينة الكافية لما ظللنا نردده من اتهامات طالت قيادات اليساريين خيانة وعمالة وارتزاقًا مقابل القضاء على أصالة وتراث وتقاليد شعب أبي عزيز ظل يتمسك بقيمه ويسعى بكل ما أوتي من قوة لحمايتها و الذود عنها بكل غال ونفيس..
أمريكا التي غضت الطرف عن آلاف المرضى الذين عانوا شح المحاليل الوريدية في مراكز غسيل الكلى وأمريكا التي أصمت أذنيها عن السماع لأنات ودموع مرضى السرطان بسبب انعدام جرعات الدواء لهم وأمريكا التي لم تأبه ببكاء الأطفال جوعى الحروب والتشريد والفاقة وأمريكا التي لم تعر هذا الشعب المقهور أدنى اهتمام بمأكله ومشربه وصحته وتعليم طلابه الذين تركوا الدراسة بعد أن أغلقت الجامعات أبوابها في وجوههم وحرموا منها مذ ذهاب حكومة البشير ومجئ ثورة (الجوع) التي فرضتها عليه أمريكا وأذنابها وساقته لها سوقا٠٠ أمريكا هذه رغم ذلك كله لم تجد أدنى حرج في أن تبادر على جناح السرعة في سبيل تحقيق غاياتها وأهدافها ومصالحها تلك لدعم عملائها اليساريين سعيًا لتنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة القائم على أركان الخراب والدمار والموت والأشلاء على نحو ما عايشنا ونعيش ثلاث سنوات عجاف..
هاهي تنجح في مخططها الآثم اللئيم وهي تستغل كوادر اليساريين في تخريب وتشويه مظهر العاصمة وتحويلها لمدينة من كآبة وقبح وذبول ؛بنزع الانترلوك ورمي أعمدة الكهرباء وتشويه اللوحات الإرشادية وتكديس الأوساخ وتلطيخ حوائط الجدران ليرسم ذلك صورًا شاهدة على تلك الحملة الجائرة التي تقوم بها مؤسساتها المخابراتية تعاونها وتسنادها في ذلك كما أسلفنا وفصلنا أنفا قيادات أحزاب اليساريين هنا بعد أن قبضت الثمن مائة مليون دولار بالتمام والكمال٠
هذه التصريحات والمبالغ يجب أن تتعامل معها الحكومة بجدية وحزم إذ على النائب العام أن يشرع فورًا في تشكيل لجنة تقصٍّ وتحقيق عن ذلك لمعرفة من الذي قبض وكم قبض ومن ثم تقديم هؤلاء الخونة والعملاء الأنجاس المناكيد أعداء الشعب لمحاكمة عادلة تفضح مخازيهم وتكشف عوار فسادهم وتورطهم في التآمر ضد بلادهم يستعين في ذلك بأجهزتنا الأمنية والاستخباراتية التي ظلت تسهر الليالي تتعقب هؤلاء الجناة المجرمين الفاسدين من قيادات اليساريين خونة السودان الذين يبغون الآن في الأرض الفساد؛ فساد بلغ حد أن يصبحوا أدوات عمالة وتخريب وتدمير لبلادهم..
أما الشعب السوداني وقد كشف الله له مخططهم الأثيم آن الأوان أن ينظم نفسه في مسيرة حاشدة ترفض هذه العمالة وتضغط على الحكومة بالمطالبة السلمية بالكشف عن خفايا هذه الأموال.
فإن سكت هذا الشعب عن هذا الموضوع فلا يلومن إلا نفسه إن وجد نفسه قد تم بيع وطنه بثمن بخس ؛فهؤلاء الهوانات لا يرعون إلاًّ ولا ذمة ولا يبالون بالفضيحة وهل هناك فضيحة أكبر من فضيحة مبلغ المليون دولار هذا؟؟؟!!!
حاضرة:
مازال الشعب يراقب التجاوزات والخروقات القانونية في ملف المعتقلين السياسيين الذين أكملوا عامهم الثالث تواليا٠معظمهم لم يتم التحري معه ومن تحروا معه رفضوا تقديمه لمحاكمة ومن قدم لمحاكمة وبرأته المحكمة قيدوا بلاغات جديدة في مواجهته فليس لهم الآن من وسيلة يلجأون إليها في زمان صمت منظمات حقوق الإنسان عن مجرد الإشارة ولوعرضا لقضيتهم٠
ندعو الله بأن يربط على قلوبهم وأن ينزل السكينة عليهم وأن يرينا يوما أسودا في كل من سجنهم أو شارك أو ساهم في ذلك وانا لله وانا اليه راجعون والظلم ظلمات٠