يرى كثير من الخبراء والمراقبين للشأن السياسي الداخلي وعلاقات البلاد الثنائية خاصة مع امريكا حيث علقوا علي تصريحات السفير الامريكي الذي تم تعيينه قريبا سفيرا لبلاده بالسودان “جون غودفري” تلك التصريحات التي يمكن ان تجعله ضيفا ثقيلا غير مرحب به فيعجل برحيله! وهم يتساءلون هل يعيد “غودفري” انتاج “عرفان صديق” السفير البريطاني السابق بالخرطوم؛ مرة اخرى! من خلال التصريحات المستفزة بالغة الجرأة المنافية للاعراف الدبلوماسية؟ والتي تقود لاحراج اصدقائه قبل اعدائه!
كشفت اولى تحركات السفير الأمريكي بالسودان وعكست حجم التدخل الكبير غير المقبول في الشأن الداخلي! حيث بدأها بزيارات اسر الشهداء وتحريضهم علي اوضاع العدالة في البلاد! ويعرف الجميع ان امريكا لم تدعم العدالة التي تحرض عليها الان باي دعم فني او لوجستي حيث لا ننسى انهم لم يلبوا طلب حمدوك بالمساهمة في المساعدة ببعض المعدات والاجهزة الحديثة اللازمة للتحقيق في مجزرة القيادة! عدا عما تمتلكه استخباراتها من صور حقيقية وخلافه من معلومات خاصة بالقضية! وهكذا ظلت امريكا لا تقدم اي مساعدة بينما تنتقد الجميع وتسعى في محاولاتها استمالة لجان المقاومة وخلق جسم بديل تابع!
ومهما كانت تصرفات السفير الامريكي غير لائقة دبلوماسيا وتعتبر خرقا لقواعد البروتوكول في العلاقات الدولية؛ الا ان التهديد بالاضرار بمصالح البلاد في تصريحه لصحيفة التيار عند تعليقه علي القاعدة البحرية الروسية حيث اشار الي انه حتي مجرد المشاورات حولها سوف يضر بمصالح البلاد! حيث يعتبر ذلك عملا اخرقا بعيدا عن اي لمسة دبلوماسية! فضلا عن هذا التهديد من يسمع التصريح يظن ايضا ان أمريكا ظلت وماتزال تدعم البلاد! او ان هنالك مشاريع ضخمة مشتركة بيننا وبين الغرب! وماهي هذه المصالح في حقيقة الامر! سوى وعود لم تكتمل سرعان ما اعلنو تجميدها نتيجة قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي!
تدخلات السفير الامريكي الجريئة والمستفزة والتي تجانب اللياقة الدبلوماسية؛ وتجلعه وكأنه الحاكم الفعلي للبلاد! ربما قادت في نظر بعض المراقبين الحكومة السودانية لطلب سحبه! باعتباره شخصا غير مرغوب فيه دبلوماسيا؛ واستبداله بشخص آخر يتقيد باعراف العمل الدبلوماسي المعروف!