منذ طالب رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك قبل ثلاث سنوات البعثة الأممية المشتركة ذات مهام محدود لم تنجز اي من المهام التي أوكلت لها بل تدخلت في الشؤون الداخلية للسودان.. حتى شعر المواطن السوداني بنية فولكر السيطرة على مفاصل القرار السياسي.
وبعد مضي عام أو اثنين من تكوين البعثة الأممية تم إطلاق مبادرة من قبل رئيس البعث.. مع ومبادرة الاتحاد الإفريقي ومبادرة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، التي توحدت في الآلية الثلاثية لحل أزمة السودان السياسية وكان من بين الأهداف المزعومة للآلية الثلاثية لحل الأزمة هو إجراء ترتيبات دستورية، وتحديد معايير لاختيار رئيس الحكومة والوزراء، وبلورة برنامج عمل يتصدى للاحتياجات العاجلة للمواطنين، وصياغة خطة محكمة ودقيقة زمنياً لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة.
ولكن وبعد أزيد من ثلاثة أشهر من إنطلاق المبادرة، لم يتم انجاز أي شئ علي أرض الواقع، بل ساءت الأوضاع أكثر من قبل تكوين الآلية.. وهو ما جاء علي لسان مبارك فاضل رئيس حزب الأمة السوداني الذي قال أن الآلية فشلت في إنهاء الأزمة السياسية في البلاد، وأهدرت ثلاثة أشهر من الوقت دون جدوي. وأشار في تصريحاته أن فولكر غيَّب 90 بالمئة من القوى السياسية والمجتمعية في الحوار غير المباشر، ويفاوض المكون العسكري لتسليم السلطة لمجموعة الحرية والتغيير المتهمة بسرقة الأموال المستردة..
كما اتهم الأخير فولكر بيرتس بإجراء مفاوضات خلف الطاولة، من أجل إعادة قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق) إلى السلطة.
وهو ما صرح به أيضا المحلل السياسي عبدالكريم بخيت أحمد حيث قال أن تمويل البعثة الاممية للانشطة المعارضة لم تعد سراً وتحدث عنها العديد من القيادات المنشقة عن قوى الحرية والتغيير.
كما كشفت مصادر موثوقة أن بعثة اليونتامس عبر رئيسها فولكر بيرتس قدمت دعما ماليا كبيرا للجان المقاومة وأحزاب من قوى الحرية والتغيير لتمويل موكب 30 يونيو بملبغ ٥٠٠ ألف دولار.. بهدف فرض وجود مجموعة أحزاب (4) طويلة على طاولة التفاوض بفعاليات الحوار السوداني الذي ترعاه الالية الثلاثية بفندق (السلام روتانا ).. بسياسي الأمر الواقع ويتنازل المجلس العسكري لهذه المجموعة الصغيرة التي لا تمثل أقل من ربع السكان.
وهو ما شهد به اعضاء من لجنة ازالة التمكين المنحلة ومنهم خالد عجوبة الذي كشف تفاصيل تورط قيادات بقوى الحرية والتغيير في استلام اموال لتمويل المواكب والتظاهرات.
ويري خبراء ومراقبون سودانيون أن بعثة اليونيتامس قد خرجت عن مسار المهام المخولة إليها والتي غضت النظر عنها منذ زمن بعيد، وراحت تتدخل في الشأن الداخلي السوداني بشكل واضح للعلن، فبدلا من تقديم الدعم للحكومة في المجالات المتفق عليها مثل المساعدات وغيرها أخذت تؤجج الوضع من خلال نشر الفتن وإثارة المتظاهرين ودفعهم للخروج ضد الحكومة وكل هذا في سبيل فرض أشخاص معينين في الحكومة وتنصيبهم علي رأسها وهو ما تطمح إليه الولايات المتحدة الأمريكية حتى يتثني لها من التحكم والسيطرة على القرار الوطني وسرقت الذهب والأموال وتخريب المنشآت وخلق فوضى كما حدث في العراق بذات الأيادي.