أعلنت المتحدّثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية جيرالدين غريفيث، أنّ الولايات المتّحدة تتطلّع إلى مزيد من التعاون مع مصر لتثبيت وقف إطلاق النار في غزّة وإيصال المساعدات للقطاع، مشيرةً إلى أنّ واشنطن ستوفّر ثلاثمئة وستّين مليون دولار للشعب الفلسطيني عبر الأونروا ومنظّمات أخرى.
وقالت المصادر إن رئيس الاستخبارات المصرية، عباس كامل، الذي يقوم بزيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، طلب من إسرائيل وقف الاستيطان وتعليق الإجلاء، وعرض مشروع هدنة بمراقبة دولية.
كما طلبت مصر، بحسب مصادر “العربية” و”الحدث” من إسرائيل تعليق أي عمليات اغتيال ضد قادة حماس.
من جهتها، رفضت إسرائيل تدخل إيران بشكل مباشر في الصراع في غزة، وأبلغت مصر غضبها من التعاون القائم بين حماس وحزب الله.
وعرض رئيس المخابرات المصرية مشروع صفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، وبحسب مصادرنا، ربطت إسرائيل تخفيف الحصار عن غزة بإنجاز صفقة تبادل الأسرى.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيركز بالأساس خلال زيارته للشرق الأوسط التي تبدأ يوم الاثنين على ضمان صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والعمل على ضمان وصول المساعدات لسكان غزة.
وقال المسؤول في اتصال هاتفي مع الصحفيين إن واشنطن تأمل بشدة وتتوقع تماما صمود وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر والمستمر منذ أربعة أيام، لكنه قال إن من السابق لأوانه إجراء محادثات سلام أوسع.
وسيسافر بلينكن إلى القدس ورام الله والقاهرة وعَمان خلال زيارته الممتدة حتى يوم الخميس ويجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله ومسؤولين كبار آخرين.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في معرض الإعلان عن الزيارة إنه طلب من بلينكن القيام بهذه الرحلة بعد المساعي الدبلوماسية التي استهدفت وقف أسوأ تفجر للعنف بين إسرائيل وحماس منذ سنوات.
وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه “تركيزنا الأساسي على صمود وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات إلى الناس الذين يحتاجون إليها”، لكنه أشار مرارا إلى أن واشنطن تعتقد أن من السابق لأوانه محاولة إطلاق أي محادثات سلام للأجل الطويل.
وقال المسؤول “ما زالت الولايات المتحدة ملتزمة بحل الدولتين… نحن لا نحيد عن ذلك قيد أنملة.
ربما كان من السابق لأوانه في الوقت الحالي دعوة الطرفين إلى واشنطن أو مكان آخر”.ويقول محللون إن فرصة إحياء محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ضئيلة وإن الانقسامات العميقة لدى الطرفين سبب رئيسي في ذلك.الانقسامات موجودة على الجانب الفلسطيني بين حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وأيضا في إسرائيل التي أجرت أربع انتخابات خلال العامين الماضيين لم تسفر عن فائز واضح.
وتُعقّد الانقسامات بالجانب الفلسطيني جهود توصيل المساعدات لسكان غزة، الجيب الذي تحاصره إسرائيل منذ 2007 وتحكمه حركة حماس التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
وأقر المسؤول الأمريكي بصعوبة الأمر، قائلا إنه “يمثل تحديات كبيرة… نأمل، في نهاية المطاف، في إعادة دمج للسلطة الفلسطينية في غزة بدرجة ما”.ويقدّر المسؤولون الفلسطينيون تكاليف إعادة الإعمار بعشرات الملايين من الدولارات في غزة، حيث يقول المسؤولون في قطاع الصحة إن 248 قتلوا خلال الصراع.
وقال المسؤول الأمريكي الكبير إنه يتوقع أن تتولى الأمم المتحدة الدور الرئيسي في توصيل المساعدات إلى غزة، دون أن يتحدث بالتفصيل عمن سيراقب استخدام المساعدات على الأرض للحيلولة دون تحويل أشياء لها طابع مدني مثل الأنابيب إلى صواريخ على أيدي حركة حماس أو حركة الجهاد الإسلامي.