مقالات الرأي

والآن.. حتى باب الهروب يغلق..


والآن.. حتى باب الهروب يغلق..
لأننا جبناء..
وقحت.. أو من يقود قحت من ورائها.. يجد أن قحت تهاجم وتشعل النار لأنه لا أمل.. عندها..
ولأن قحت.. ما تريده ليس هو الحكم..
قحت ما تريده هو .. تسليم البضاعة..
والبضاعة هي لحم السودان..
و الآن .. الحرب تجري بمنطق المصارع و الثور ..
فالمصارع.. يجعل الثور القوي يطعن العباءة ويطعن ويطعن حتى يسقط
من الإرهاق..
والثور القوي.. هو نحن..
والمصارع هو من يقف خلف قحت
وقحت هي العباءة الحمراء

                                   ..(٢)

…..
الأسلوب الآن هو أن نطعن في الهواء..
فالناس الآن ينغمسون في حساب ما كان أيام الإنقاذ ثم مقارنته بما يجري الآن..
والخدعة هي..
أن الناس بهذا.. يريدون إبعاد الناس عن قحت..
والناس يجهلون أن.. الناس قد إبتعدت بالفعل عن قحت
والناس يجهلون أن قحت تعرف هذا
وأن هذا نفسه هو سبب الأسلوب الجديد..
والناس التي تعيب.. على قحت أنها تصنع الدمار .. تجهل شيئاً..
وهو أن قحت جاءت وهدفها الوحيد
ليس هو بناء دولة
قحت جاءت وهدفها الوحيد هو صناعة الخراب..
والناس تجهل الآن أن المنطق ليس هو الاختيار..
المنطق الآن هو القوة..
والقوة .. ما يقودها هو.. ما قلناه من أن
الأمر كله هو بيع وشراء وتسليم بضاعة..
……….
والناس تجهل أن المنطق الآن لا يقف عند تخريب السلطة
المنطق الآن هو نزع وجود السودان من جذوره.. وبأسلوب بسيط..
أسلوب يصلح في السودان فقط..
فالسودان الآن هو عشرة عشرون ثلاثون جهة مسلَّحة
وتوتر هو عود كبريت يقترب من القش..
والإشتعال مع وجود الجهات العشرين يجعل تحديد الجهة التي تصنع الخراب.. مستحيلاً..
ويجعل إيقاف الحريق مستحيلاً..
فالسلطة إن هي حدَّثت عشر جهات
ظلت الجهات الأخرى تضرب..
وكل ما يجري الآن.. هو غطاء وخطوات للمشهد الأخير هذا..
و الخطوة الأخيرة هذه تنبت على أرض الجبن عند السوداني الآن …
السوداني الذي إكتمل ( نهبه) وتجريده من كل شيء
تريده من النفس المقاتلة..
وتجريده من الجهة التي تستطيع أن تقاتل.. وهي الإسلاميون..
وتجريده من الإسلام ذاته
وتجريده من ثرواته في الأرض
وفي الجيب
وإلى حد الجوع والجبن والجري
والسوداني مشهده الآن هو مشهد
خراف الضان في الزريبة.. التي تنظر
إلى بعضها وهو يذبح كل يوم
والسوداني يُجرَّد من المنطق الذي يكشف له انه يقاد إلى الخراب..
والسوداني يُجرَّد من العقل.. الذي يجعله يفهم أنه لا يمكن التفاهم
مع عقول مخدَّرة
والسوداني تحت كل هذا يبرك في طرف الشارع.. وهو يبكي ويطلب من الجيش والشرطة حمايته..
بينما عدوه المهاجم لا يعتمد على سلطة ولا جيش وإنما على القوى التي
تضرب
و السوداني يبلغ به الحال أن يجهل
ما يعرفه التيس المناطح
فالتيس يعرف أن القوة لا تواجه إلا بالقوة..
مشهد الثلاثين من يونيو هو هذا
ونحن أكثر حمقاً.. حين نظن أن من نحدِّث عنهم هنا فيهم من يسمعنا..
كل ما بقي هو أن القادم هو
حريق ..
وعنصرية..
وكراهية لها صديد
وجثث وهروب..
وكل ما بقي هو أن الشاشات سوف
تتحول من أوكرانيا وسوريا وكل
المذبَّحين في العالم لتقدِّم للناس الوليمة الجديدة
أجساد الجبناء الذين هربوا من الموت
فوقعوا في الموت
لا دنيا ولا آخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons