وزارة الخارجية وصراع المجموعات: من يكسب المعركة ؟

تشهد أروقة وزارة الخارجية صراعا محتدما بين مجموعات تضم سفراء ودبلوماسيين وتسعي كل مجموعة الى الإحاطة بالوزيرة والسيطرة عليها فهناك مجموعة الشيوعيين والجمهوريين ومن أبرز عناصرها الوكيل السفير محمد شريف ( شيوعي) والسفير حسن عبد السلام (شيوعي) والسفير إبراهيم بشري ( جمهوري ) والسفير عبد المنعم البيتى – برلين ( جمهوري ) والسفير منصور بولاد (جمهوري ) والسفير عادل بشير – الرياض (جمهوري ) والسفير عادل إبراهيم – أنقرة ( جمهوري ) والسفيرة نادية محمد خير ( شيوعية ) وكانت هذه المجموعة تتمتع فى أيام الوزيرة أسماء والوزير قمر الدين بنفوذ وتأثير واسع على القرار الدبلوماسي وقد تراجع تأثير هذه المجموعة بعد تعيين الوزيرة مريم الصادق رغم وجود الوكيل على رأسها ألا أن التجربة قد أثبتت ضعفه وتردده وتغول بعض المديرين العامين علي صلاحياته وهو يركز جهوده بعد إعادة تعيينه من المعاش على الظفر بسفارة قبل إقالته المتوقعة قريبا من منصب الوكيل، وشهد أفراد هذه المجموعة تهميشا ملحوظا حيث أبعد السفير إبراهيم البشرى من المكتب التنفيذي الوزاري بعد مجئ الوزيرة مريم وصار ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ بولاد بلا مهام بعد تعيين الوزيرة لمستشار إعلامي من خارج الوزارة ومن عناصر حزب الأمة يقوم بكل مسؤوليات ملف الإعلام وبعد تعيين متحدث آخر لملف سد النهضة، ولم تعد السفيرة نادية محمد خير تلازم الوزيرة مريم كظلها مثلما كانت تفعل مع الوزيرة أسماء وتلاحقها حتى المنزل، رغم أن محاولات نادية لم تتوقف لاحتواء الوزيرة من خلال توظيف صداقة زوجها أنور الحاج كادر الحركة الشعبية (الشيوعي )مع زوج الوزيرة ( عادل شريف) وذلك للظفر بمحطات مهمة وصارت هذه المجموعة تعمل سرا وبضراوة ضد الوزيرة وتأليب الرأى العام فى الوزارة وخارجها ضدها والترويج الى أنها تستعين بعناصر من حزبها السياسي على حساب العناصر المؤيدة لثورة ديسمبر لوزارة الخارجية وقد التقى بعض أفراد هذه المجموعة وبصحبة سفراء من المعاش برئيس الوزراء حمدوك وطالبوا بإقالة الوزيرة مريم لضعف الأداء وقلة الخبرة، وكثرة الأسفار، وتسرب هذه المجموعة الأخبار
الى الصحف ووسائل التواصل الاجتماعى ويشرف على الحملات الإعلامية ضد الوزيرة مريم كل من السفير منصور بولاد والسفيرة نادية محمد خير، وقد سربت هذه المجموعة مؤخرا المعلومات الخاصة بالتجاوزات فى تعيينات الخارجية الأخيرة وذلك لأن اللجنة على حد زعم هذه المجموعة قد استبعدت الشيوعيين والجمهوريين وركزت على تعيين عناصر حزب الأمة والبعثيين والمؤتمر السوداني وبعض أقرباء أعضاء اللجنة وصديقات رئيس اللجنة وبعض أعضائها وهنالك مجموعة أخرى تضم عناصر من حزب الأمة بالوزارة والمتعاطفين معهم ومن أبرزهم ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ أسامة نقد الله – بريتوريا والسفير عادل شرفي مدير الموارد البشرية والمالية (المقال مؤخرا) والسفير الحارث إدريس ( المرشح الى نيويورك ) وبعض العناصر التى تمت إعادتها الى الخدمة، وتسعي المجموعة الى ملء فراغ إزاحة العناصر الشيوعية والجمهورية من مواقع التأثير، غير أن عدم تماسك هذه المجموعة وقلة عددها والصراعات فيما بينها حول من يشغل موقع الوكيل بعد أن تتم اقالة محمد شريف بجانب تجاوزات عادل شرفي وإعادة تعيين شقيقه المفصول للغياب وبحجة الفصل السياسي وتعيين الأقرباء فى وظائف محلية بالبعثات وابتزاز السفراء وتهديدهم لتنفيذ طلبات شرفي المتكررة كل ذلك جعل الوزيرة تاخذ قرارا بإبعاد شرفي من الموقع المهم بعد أن فاحت رائحة تجاوزاته وجاءت بالسفير على الصادق (دون مشاورة الوكيل الذى عادة ما يعد المقترحات الأولية) ح و سينفذ على الصادق كافة توجيهات الوزيرة دون تردد وقد وصل الصراع بين شرفي ومجموعة الجمهوريين والشيوعيين بالوزارة الى مرحلة التلاسن والاشتباك فى ردهات ومكاتب الوزارة وفتح بلاغات واللجوء الى المحاكم فى اتهامات متبادلة بين الطرفين مما أغضب الوزيرة من ازدياد الصراعات وتأثيرها على دولاب العمل بالوزارة المهمة، وهنالك مجموعة ثالثة تضم الإنتهازيبن ومن أبرز عناصرها السفير جمال الشيخ- أديس الذي يسعى لخلافة الوكيل فى موقعه ( رغم تحمله فضيحة تجاوزات التعيينات الأخيرة باعتباره رئيس اللجنة ) ومعه السفير سيد الطيب الذى يمنى نفسه بلاهاي والسفير صديق محمد عبد الله الراغب فى أن يكون مندوبا دائما بنيويورك أو مدريد التى عمل فيها من قبل قائما بالأعمال ( ولكنه ولضعف همته وكثير تنظيراته تم ترشيحه الى محطة صغيرة بشرق أوروبا ) والسفير عبد الرحيم صديق – الدوحة – الذى ينحصر همه فى البقاء بقطر ونقل نائبته سلوى جبريل الى محطة أخرى مثلما أفلح السفير نور الدين ساتي من إزاحة أميرة عقارب من واشنطن والإيعاز بترشيحها الى محطة أخرى مستغلا علاقاته وصلاته بحمدوك وتجنب بذلك المزيد من لدغاتها ، وتشير المصادر الى أن السفيرة إلهام شانتير قد نجحت فى تعديل الترشيح من كوريا التى رفضتها لأنها بعثة لا تتناسب مع خبراتها (حسب ما تدعي)وظفرت بموسكو بعد توسيط مانيس لدى حمدوك وكذلك (دفعة وصديق زوجها) وكيل الإعلام الرشيد سعيد وكانت تمنى النفس بجنيف وتتوقع نقل السفير على بن أبي طالب الى محطة أخرى لظروفه الصحية( شفاه الله) وهو ما لم تفلح فيه رغم تنسيقها مع السفير عثمان أبو فاطمة الذى وعدته بالتوصية بنقله رئيسا لبعثة أخرى، ونجحت صديقتها نادية محمد خير فى الترشح الى فينا وكان سعيها بكل السبل أن تترأس بعثة فى محطة متعددة الأطراف (رغم قلة خبرتها وضعف قدراتها)، وتؤكد المصادر وجود تنافس شرس ومعركة حامية بين هذه المجموعات للسيطرة على الوزيرة وتوجيه الأمور بالخارجية وتحديد المرشحين للمحطات بالخارج وكانت الوزيرة قد قررت إرجاء الترشيحات للمحطات لحين تعيين السفراء السياسيين من أحزاب الحرية والتغيير وفصائل سلام جوبا بينما كانت تسعى المجموعات المتصارعة لتسريع الأمر قبل وصول القادمين الجدد الذين يضعون أعينهم على البعثات بالخارج، وقد نجحت ضغوطهم على الوزيرة التى دفعت بترشيحات لحمدوك تركز على تمكين عناصر حزب الأمة والبعث والمؤتمر السوداني وصارت الوزيرة وبشكل واضح ومعلن تعمل لتهميش وابعاد الشيوعيين والجمهوريين والتمكين لعناصر حزب الأمة والبعثيين من السفراء، مع تقديم الدبلوماسيين من حزب المؤتمر السوداني على قلتهم ( بتوصية ومتابعة من الوزير خالد سلك) مثلما حدث فى تعيين الناطق بإسم ملف سد النهضة ( عمر فاروق) والتمديد لنائب السفير فى أبوظبي (معتز إبراهيم )لمدة عام مع عودة كل الدبلوماسيين الآخرين الى رئاسة الوزارة وفى المقابل ينشط الجمهوريون والشيوعيون فى قيادة حملة واسعة ضد الوزيرة سعيا لإقالتها من منصبها ويبقى السؤال من يكسب المعركة من بين المجموعات المتصارعة
فى الوزارة السيادية المهمة ؟

خالدي