أعلنت وزارة الطاقة السودانية توقف مصفاة الخرطوم وتعليق عمل كافة الوحدات اضطراريا، إثر توقف الوحدة الرئيسية التي تنتج 70% من المشتقات النفطية من الخام الذي تتم معالجته.
اكتشاف تسريب في المصفاة:
وتوقفت وحدة المصفاة الرئيسية بسبب وجود تسريب في خط مبادل حراري نتيجة لضغط عالي، فيما قالت الوزارة إنها تبذل قصارى جهدها لإرجاعها للعمل في أقرب وقت.
وأكدت الوزارة أن العطل “خفيف ويمكن إصلاحه في أسرع وقت”، مضيفة أنه تم تأمين إمداد الوقود حتى لا تتأثر القطاعات الاستهلاكية في البلاد.
تسريع الإصلاح:
وأفادت وكالة الأنباء السودانية بأن وزير الطاقة والنفط جادين علي عبيد، ووكيل قطاع النفط حامد سليمان، يقودان جهود حثيثة لتسريع إعادة المصفاة للخدمة.
وقال المدير العام لمصفاة الخرطوم، محجوب حسن عبد القادر، إن المصفاة ستعود للعمل خلال فترة من يومين إلى أربعة أيام، ونفى وجود حرائق أو تلف مؤكدا أن “عملية الإطفاء كانت بطريقة آمنه وستعود المصفاة إلى سابق عهدها بصورة أكثر كفاءة.”
أسباب تردي قطاع الخدمات:
أفاد خبير هندسي في مجال الطاقة بأن الواقع المزري والتردي الذي يشهده قطاع الخدمات في السودان من كهرباء ومياه ومصفاة، نتيجة إلى تشريد كفاءات وخبرات، وإحلال بديلاً عنهم أشخاص متواضعي القدرات وليست لديهم أي خبرة او مؤهلات لتسيير هذا القطاع، ابتداءً من القيادات العليا التي تم احلالها بكوادر حزبية محددة، إلى الوظائف الدنيا في هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي كونه يمثل ركيزة أساسية للأمن القومي للبلاد.
وأضاف الخبير أنه من المؤسف أن الذين تم تشريدهم، صرفت عليهم الدولة ملايين الدولارات من أجل تأهيلهم والإستفادة منهم بديلاً للخبرات الأجنبية، إلا أن فصلهم لم يكن يراعي لكل هذه المؤهلات والخبرات والاستفادة منها، مما كان من أحد الأسباب المهمة في التردي والاعطال الذي يعيشه قطاع الخدمات ويعاني ويكتوي منه المواطن وحده وليسوا السياسيين الذين تسببوا في هذا التشريد.
وتحدث أحد الموظفين السابقين بالقطاع قائلاً: كانت لنا اربعة اجسام كبيرة تمثل كل القطاعات الهندسية والتكنولوجية وتحتها مجموعات الجامعات والروابط وغيرها كنا نقدم المشاريع والاقتراحات والترشيحات للاجسام الكبيرة، ومنها تنزل للمجموعات التحت، تقدمت سير ذاتية وخبرات ومشاريع.
فؤجئنا بعد فترة بإيقاف مشاركات المشورة والخبرات بعدها تم تعيين موظفين في الطاقة والصناعة وقطاع البترول اقل ما يقال عنهم انهم (بلا مؤهلات) منهم من نعرفهم عن قرب يمثلوا الفشل يمشي على الارض.
مضيفاً: من المؤسف أن فشلهم اكاديمي سابقا ومهني لاحقا منهم الآن متخذي قرار، وآخرين في مصفاة الخرطوم، لايستطيعون معالجة مشكلة صغيرة في وحدة تكسير، و بسببهم يشهد قطاع الكهرباء و المصفاة حالياً تدهوراً مريعاً.
منوهاً: إذا لم يتم تلافي ذلك ستنهار الخدمات تماماً للأسف وتصل مرحلة الإنعدام، والمتضرر الأول هو المواطن الذي تهمه جودة الخدمة وليست محسوبية أو أجندة حزبية تمارس حاليا بشكل قبيح في التعيينات.