قال وزير خارجية تايوان، سنحارب الصين حتى النهاية إذا هاجمتنا وأضاف أن الولايات المتحدة تتوقع خطر حدوث ذلك وسط تصاعد الضغط العسكري الصيني بما في ذلك إجراء تدريبات بحاملات طائرات قرب الجزيرة. وتشتكي تايوان، التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها، من تكرار أنشطة بكين العسكرية في الأشهر الماضية، إذ تتوغل القوات الجوية الصينية يوميا تقريبا في منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية.
تصريحات وزير خارجية تايوان:
قال وزير الخارجية، جوزيف وو، للصحفيين في مقر الوزارة، “حسب فهمي المحدود لصناع القرار الأمريكيين الذين يراقبون التطورات في المنطقة، من الواضح أنهم يرون خطر احتمال أن تشن الصين هجوما على تايوان”.
وقال وو إن تايوان عازمة على تحسين قدراتها العسكرية وإنفاق المزيد على الدفاع. وأضاف “نحن مستعدون دون شك، للدفاع عن أنفسنا وسنخوض الحرب إذا تعين علينا خوضها، وإذا تعين علينا أن ندافع عن أنفسنا إلى النهاية سندافع عن أنفسنا إلى النهاية”. وتابع “الدفاع عن تايوان مسؤوليتنا، سنحاول بكل السبل تحسين قدراتنا الدفاعية”.
وكانت واشنطن، أهم داعم دولي لتايوان ومورد سلاح لها، تدفع تايبه لتحديث جيشها بحيث يصعب على الصين تهديدها.
توترات قديمة:
وقد لوحت الصين بالحل العسكري لكبح جموح الميول الانفصالية لتايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي وترفض سيادة بكين عليها، معيدة بذلك إلى الأذهان ذكرى التوترات التي شهدتها المنطقة في القرن الماضي عقب إعلان ماو تسي تونغ (Mao Zedong) قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949. فعقب هدنة بين القوميين الصينيين، الذين يشار إليهم بالكومينتانغ (Kuomintang)، والشيوعيين لمواجهة التدخل الياباني بالصين عام 1937، استعرت الحرب الأهلية الصينية مجددا عقب نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة اليابانيين.
ومع تقدم القوات الشيوعية بإقليم سيشوان، غادر شيانغ كاي شيك (Chiang Kai-shek)، قائد الكومينتانغ، بر الصين الرئيسي برفقة مليونين من أتباعه وجنوده القوميين ليستقر بجزيرة تايوان، التي كانت حينها جزءا من الصين، ويعلن منها مدينة تايبيه (Taipei) عاصمة مؤقتة لجمهورية الصين، رافضا بذلك الاعتراف بجمهورية الصين الشعبية الشيوعية وسلطة ماو تسي تونغ، ومصنفا نفسه السلطة الشرعية الوحيدة والممثل الرسمي للشعب الصيني بأكمله.
وعلى الرغم من نجاحه في جانب من الحملات العسكرية على جزر كهاينان وزوشان وونشان عام 1950، عجز جيش التحرير الشعبي الصيني الشيوعي، الذي امتلك ثلاثة أضعاف قوات الكومينتانغ، عن غزو جزيرة تايوان التي كانت تفتقر أساسا للإمكانيات العسكرية البحرية كناقلات الجند والسفن الحربية.
من جهة ثانية، ساندت تايوان العديد من الحركات التمردية بالصين الشعبية، كما عمدت لوهلة من الزمن لفرض حصار بحري على بر الصين الرئيسي حارمة بذلك الشيوعيين من جانب هام من المبادلات التجارية.
وعلى مدار عقود، شهد مضيق تايوان محطات تصعيد خطيرة، كان أهمها عام 1954 عندما قصفت قوات جيش التحرير الشعبي جزيرة كينمان، وأثناء شهر يناير 1954 عندما هاجم الشيوعيون جزرا تايوانية أخرى وهو ما دفع الكونغرس الأميركي لتمرير قوانين منحت الرئيس صلاحيات بالدفاع عن تايوان. أيضا، شهدت سنوات 1958 و1996 أزمات أخرى عند مضيق تايوان كادت أن تسفر عن اندلاع حرب بين الأميركيين والصينيين.