إحتفل العالم في يوم 21 سبتمبر 2022م باليوم العالمي للسلام، وهو يوم يجب أن يكون له أهمية خاصة في السودان، نسبة لتاريخه الطويل مع الصراعات الداخلية. ومن الملاحظ أن اليوم مر والمجتمع الدولي يتنصل بكلياته عن تنفيذ وعوده بدعم السلام في السودان، ودعم المجتمعات وتشجيع العودة الطوعية، وإنهاء النزوح. وينتظر السودانيون إيفاء المجتمع الدولي بإلتزاماته، خاصة التي بذلها عقب التوقيع على إتفاقية جوبا لسلام السودان بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح، والتي أعادت إلى إقليم دارفور الأمن والسلام والإستقرار.
وقال نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو خلال مخاطبته حفل تخريج قوات حماية المدنيين بالفاشر في يوليو الماضي: (لقد كان المجتمع الدولي شريكاً أساسياً في السلام الذي تحقق، إلا أنه لم يف بتعهداته تجاه عملية السلام، بالرغم من علمه بالظروف التي تمر بها البلاد، ومن هنا ندعو جميع أشقاء وأصدقاء السودان في المحيطين الإقليمي والدولي إلى تقديم المساعدة إلى الشعب السوداني، كما نشكر بعض الدول الشقيقة التي قدمت الكثير من الدعم لبلادنا، ونأمل أن يتواصل هذا الدعم للمساهمة في برامج إعادة النازحين).
وبمناسبة اليوم العالمي للسلام كتب السفير البريطاني في الخرطوم جايلز ليفر: (يقول بعض المعلقين بأن مسؤولية المجتمع الدولي هي توفير المزيد من التمويل لتنفيذ إتفاقية جوبا للسلام. ولكن هناك حقيقة أنه ما لم تكن هناك خطة واضحة لإنشاء المؤسسات المتوخاة في إتفاقية جوبا للسلام، لا يوجد الكثير للتمويل. بالإضافة إلى ذلك. ومن المهم أن نكون واقعيين بشأن ما يمكن أن يتحمله المجتمع الدولي وأخذ الوضع الإقتصادي العالمي الصعب في الحسبان. إن أعظم قوة لإتفاقية جوبا للسلام هي أنها حل سوداني للصراعات السودانية. وتحقيق النجاح يتطلب قبل كل شيء إلتزاماً سودانياً وإستثماراً سودانياً).
وفي السياق إلتقى عشرة من مناصري السلام الشباب من دارفور بالممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتس، ونائبته، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، خاردياتا لو ندياي. ورغم أن اللقاء مخصص للسلام في السودان، وبحث إمكانية دعمه إلا أن فولكر بيريتس تحاشى تماماً الحديث عن دعم المجتع الدولي للسلام في السودان. وقال فولكر للشباب: (إن هناك حاجة إلي نهج شامل ليس فقط لبناء السلام المستدام، ولكن أيضاً لبناء ديمقراطية مستدامة في السودان).
من جانبه قال الخبير الإعلامي بمركز الرضا للتنوير المعرفي عاطف الشريف أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يقدم الدعم للسودان، إن لم يكن مشروطاً وبتنازلات ضخمة، لأنهم تعودوا أن لا يعطوا شيئاً بدون مقابل. وأكد عاطف أنه على المسؤولين والشعب السوداني عدم التعويل كثيراً على الدعم الدولي، وأن عليهم الإجتهاد للنهوض ببلادهم بمواردهم الذاتية، بعيداً عن الوصاية والأطماع الخارجية. وقال عاطف: (جل ما يقوم به المجتمع الدولي الغربي هو الوعود والحديث والتصريحات، وفي الواقع تناقض أفعالهم تلك التصريحات). وثمن عاطف جهود حميدتي وقوات الدعم السريع في إقليم دارفور، وبقية أقاليم السودان مما أسهم في بسط الأمن والإستقرار بالبلاد.
وأشار عاطف إلى حديث نائب رئيس مجلس السيادة بأنهم سيواصلون المساعي الجادة مع الأهل في إقليم دارفور من أجل التوصل إلى حلول عملية لوقف نزيف الدم والحروب القبلية، وإجراء المصالحات وإشاعة روح السلام والتعايش السلمي، بين جميع السكان والقبائل، مع توفير الدعم اللازم لإحياء القطاعات الإنتاجية، وتوفير المناخ الملائم للتنمية والإنتاج للخروج من دائرة الحرب إلى براحات السلام. وأكد عاطف أن الدور الكبير الذي قام به دقلو في توقيع إتفاق جوبا لسلام السودان من شأنه أن يعود بالأمن والسلام على أهل دارفور والسودان الذين ينتظرهم الخير الكثير في المستقبل القريب.