- مظاهرات 19ديسمبر جاءت كبيرة نسبيا ومقدرة من حيث الكم أما من حيث الكيف فقد مثل الشباب الغالبية العظمى من المتظاهرين ووصلت جموعهم حيث تريد كما تابعنا جميعا للقصر الجمهوري واوصلت رسالتها الى من يهمه الأمر
- تابعنا أيضا التعامل الراقي لضباط وأفراد القوات المسلحة (الجيش)مع المتظاهرين حول وعلى طريقهم الى القصر وهو التعامل الذي ساعد الكثير منهم في عبور الكباري التى كان قد أعلن عن إغلاقها سابقا
- حتى لحظة كتابة هذه السطور -خلال يوم المظاهرة -كانت الإصابات الناتجة عن محاولة تفريق الجموع من حول القصر بسيطة نسبيا مقارنة مع الأعداد الكبيرة للمتظاهرين ولم ترصد حتى لحظة الكتابة هذى أى حالة وفاة موثقة مما يعني ان الإخراج الأمني ليوم 19ديسمبر كان أفضل نسبيا من سابقاته في مناسبات مشابهة
- رسالة الشباب كانت تأكيد لمطالب سابقة وهي المدنية الكاملة وبنسبة 100%للفترة الإنتقالية مما يعني خروج الجيش كلية من المشهد السياسي
- لم يطالب الثوار بعودة الأوضاع لما كانت عليه قبل قرارات 25اكتوبر أي إعادة الشراكة ما بين المكون العسكري والمكون المدني بل رفض الشباب وجود بعض قيادات قوى الحرية والتغيير في المظاهرة كما حدث بشكل مؤسف مع السيد ابراهيم الشيخ القيادي بحزب المؤتمر السوداني والوزير فى الحكومة المحلولة بقرار من الفريق أول عبد الفتاح البرهان
- فيما عدا ظهور السيد ابراهيم الشيخ في مظاهرة 19ديسمبر فلقد سجلت الكثير من قيادات قوى الحرية والتغيير غيابا تاما وفضلت متابعة الحدث على شبكات مواقع التواصل الإجتماعي ربما لقراءتها المسبقة من انها غير مرحب بها
- رسالة 19ديسمبر للأحزاب السياسية السابقة واللاحقة كانت واضحة واعتقد أن من الأفضل للقوى السياسية ان تنصرف الى خاصة تنظيماتها وتعيد ترتيب نفسها للانتخابات القادمة فلقد تجاوزتها تماما مطالب الفترة الإنتقالية
- غابت الى ذلك عن تظاهرة الأمس الهتافات القديمة ضد النظام الأسبق (الإنقاذ) رغم ان المظاهرة كانت بمناسبة الذكرى الثالثة لإسقاطه مما يعني ان تحديات الراهن قد تجاوزت مطالب الماضي
- مظاهرة 19ديسمبر بالكم الذي جاءت به والكيف الذي خرجت به من حيث الفئات العمرية للمتظاهرين وطريقة الترتيب التى قامت عليها مؤشر الى انها لن تكون الأخيرة في سلسلة المظاهرات خاصة وان كثير من المناسبات قادمة في القريب واقربها أعياد استقلال السودان في الأول من يناير القادم أي بعد أيام قلائل
- صحيح قد يكون سقف مطالب الشباب عالي جدا وصعب التحقيق أي تشكيل حكومة مدنية بالكامل وخروج الجيش كلية من المشهد السياسي ولكن لابد أن تكون هناك درجة من الاستجابة لهؤلاء الشباب
- أعتقد ان الإعلان عن تشكيل حكومة من كفاءات وطنية غير حزبية لإدارة العمل التنفيذي والإسراع في انجاز الملفات المعلقة مع تحديد مهام للمكون العسكري بحيث تنحصر في مجالات الأمن والدفاع وحفظ سيادة البلاد من الممكن ان تكون سقغا معقولا بين الطالب والمطلوب
على الطريق الثالث
في أوقات لاحقة أعلنت بعض الجهات غير الرسمية عن سقوط عدد من الشهداء وإصابة العديد من الشباب نسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى وندعو عاجلا لإيجاد حل سياسي بديلا عن الحلول الأمنية.
بكري المدني