أظهرت دراسة فرنسية نشرت الإثنين أن 60 بالمئة من المرضى الذين أدخلوا المستشفيات والمستشفى بسبب كوفيد-19 “لا يزالون يعانون من عارض واحد على الأقل بعد ستة أشهر على الإصابة”، غالبا ما يكون الإرهاق أو الآلام أو صعوبة في التنفس.
وجاء في الدراسة التي أعدهّا المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية ونشرت في مجلة “كلينيكال مايكروبايولوجي آند إنفيكشن” أن 25 بالمئة من هؤلاء يظهرون “ثلاثة عوارض أو أكثر”، وأن اثنين بالمئة “أدخلوا مجددا إلى المستشفى”.
وأجريت الدراسة على مجموعة من 1137 مريضا لتتبع أحوالهم بعدما تلقّوا العلاج في المستشفى.
وبحسب الدراسة، بيّنت معاينات المتابعة الصحية بعد ثلاثة وستة أشهر على العلاج في المستشفى من الإصابة بكوفيد-19 أن “من بين العوارض السريرية المستمرة الأكثر شيوعا التي أفيد عنها هي الشعور بإرهاق كبير، وصعوبات تنفسية وآلام عضلية ومفصلية”.
ورصد الباحثون “وجود رابط بين شدة المرض في بدايته واستمرار العوارض لأمد طويل”.
كما خلصوا إلى أن استمرار ثلاثة عوارض على الأقل بعد ستة أشهر على الإصابة “هو أكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين تطلّبت إصابتهم بكوفيد-19 إدخالهم إلى أقسام الإنعاش، مقارنة بأولئك الذين أُدخلوا أقسام العناية العادية، ولدى المرضى الأكثر إصابة بعوارض لدى إدخالهم المستشفى”.
كذلك أظهرت الدراسة أن الرجال وإن كانوا أكثر عرضة للإصابة بتداعيات خطرة، إلا أنه يبدو أن النساء أكثر عرضة لاستمرار العوارض لأمد طويل.
وتشدد الدراسة على أن تداعيات عوارض كوفيد-19 الطويلة الأمد تكون أكبر أحيانا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، فثلث المرضى الذين أفادوا بشعورهم بالعوارض بعد ستة أشهر على الإصابة ممن كانوا يمارسون نشاطا مهنيا عندما أصيبوا، لم يعودوا إلى عملهم.
وتلتقي نتائج هذه الدراسة مع خلاصات دراسات عدة سبق أن أجريت في دول أخرى في الأشهر الأخيرة.
ويعاني عشرة بالمئة ممن أصيبوا بكوفيد-19 وبدت عليهم أعراضه من عوارض مستمرة للإصابة بـ”سارس-كوف-2″، وفق بعض التقديرات، بمن فيهم أشخاص لم يدخلوا المستشفى ومن عانوا من عوارض مرضيّة طفيفة أو متوسطة.
العودة الى الحياة
تواصل دول أوروبا، وعلى رأسها إسبانيا، تخفيف القيود المرتبطة بكورونا وعودتها التدريجية إلى “الحياة الطبيعية”، في وقت ما تزال الهند تعاني من موجة عالية من الإصابات رغم انكسار حدتها اليوم الاثنين
في حين تتعامل كل دولة بطريقتها الخاصة مع تطبيق إجراءاتها الاحترازية وفرض عقوبات على المخالفين تحمل بعضها صفة الطرافة.
وفي وقت تتكثّف حملات التلقيح، بدأت دول أوروبية عدة نهاية الأسبوع الفائت رفع بعض القيود المفروضة منذ أشهر على أمل احتواء أعداد الإصابات.
وهبّت رياح الحرية أمس الأحد مع إنهاء حال الطوارئ الصحية في إسبانيا، حيث بات بإمكان السكان أخيرا الخروج من مناطقهم أو التجمع في الشارع مساءً.
في مدن عدة في البلاد، علت الهتافات والتصفيق والموسيقى عند منتصف ليل السبت موعد انتهاء القيود المفروضة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي ورفع حظر التجوّل في معظم المناطق
وفي الهند ومع تصاعد الموجة الثانية القاتلة من كوفيد 19 في الهند، أصبح الأطباء يُبلغون الآن عن سلسلة من الحالات التي تنطوي على عدوى نادرة، تسمى أيضا “الفطر الأسود” بين مرضى كوفيد 19 الذين هم في طور التعافي أو الذين تعافوا تماما.
يعد الفطر العفني نوعا من عدوى نادرة جدا، ناجمة عن التعرض لعفن المخاط الذي يوجد عادة في التربة والنباتات والسماد الطبيعي والفواكه والخضروات المتحللة.
ويقول الدكتور ناير، جراح العيون: “إنه موجود في كل مكان ويوجد في التربة والهواء وحتى في أنف ومخاط الأشخاص الأصحاء”.
وهو يؤثر على الجيوب الأنفية والمخ والرئتين ويمكن أن يهدد حياة المصابين بالسكري أو المصابين بنقص المناعة الشديد مثل مرضى السرطان أو المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة “الإيدز”.
وتقلل مركبات الستيرويد من الالتهاب في الرئتين بالنسبة لكوفيد 19، ويبدو أنها تساعد في وقف بعض الأضرار التي يمكن أن تحدث عندما يفرط جهاز المناعة في ردة فعله في مقاومة فيروس كورونا،
لكن تلك المنشطات تقلل أيضا من المناعة وترفع مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري وغير المصابين بمرض كوفيد 19.
ويُعتقد أن هذا التراجع في المناعة يمكن أن يؤدي إلى حالات الإصابة بالفطر العفني