يجري الجيشان السوداني والمصري مناورات عسكرية جديدة بين السودان ومصر وسط توتر متزايد بشأن سد النهضة ، وتجري هذه التدريبات المشتركة للقوات الجوية وبمشاركة عناصر من قوات الصاعقة في البلدين، وذلك بعد أشهر قليلة من تدريبات مماثلة فيما يعده المراقبون لنوعية الحرب التي قد يشنها البلدان ضد إثيوبيا.
وتأتي هذه التدريبات الجوية المشتركة بين السودان ومصر، في ظل تصاعد التوتر بشأن تعبئة وإدارة سد النهضة، مع اقتراب موعد هطول الأمطار الذي تقول إثيوبيا أنها ستبدأ خلاله الملء الثاني بمقدار 4.5 مليار متر مكعب.
مناورات عسكرية ثانية:
وقال المتحدث باسم الجيش المصري، العميد تامر الرفاعي، في تصريح صحفي، الأربعاء، إن جيشي الخرطوم والقاهرة يجريان تدريب جوي مشترك “نسور النيل -2″، في قاعدة مروي الجوية، شمالي السودان. وأشار إلى أن المناورات تهدف “لتحقيق أقصى استفادة ممكنة للعناصر المشاركة في التخطيط والتنفيذ لإدارة العمليات الجوية”، إضافة إلى “قياس مدى جاهزية واستعداد القوات لتنفيذ عمليات مشتركة”.
وقال المتحدث إن القوات المشاركة في المناورات نفذت عدد من الأنشطة التدريبية المكثفة، بدأت بإجراءات التلقين واسلوب تنظيم التعاون لتوحيد المفاهيم وصقل المهارات لإدارة العمليات الجوية المشتركة بكفاءة عالية”.
ونفذت القوات المشاركة، وفقًا للمتحدث، عدد من الطلعات المشتركة لمهاجمة الأهداف المعادية وحماية الأهداف الحيوية بمشاركة مجموعة من المقاتلات متعددة المهام. وقال الرفاعي إن المناورات الجوية يشارك فيها عناصر من قوات الصاعقة بكلا البلدين.
وأضاف: “واصلت قوات الصاعقة التدريب على أعمال الاقتحام وعمليات الإخفاء والتمويه لتنفيذ العمليات الخاصة وتنفيذ عدة رمايات من أوضاع الرمي المختلفة”.
تجهيز الخيار العسكري:
وقال الخبير الاستراتيجي والمحاضر بأكاديمية الأمن السودانية العليا، اللواء أمين إسماعيل، إن المناورات الجارية تُعتبر حلقة تكميلية ضمن السيناريوهات المتوقعة بسبب توقف التفاوض حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وأضاف، خلال حديثه لـ “سودان تربيون”: “هنالك خيار التفاوض والتوصل لاتفاق، وهناك خيار العمل العسكري ضد السد وهذا الخيار لابد من التجهيز له، وواحد من التجهيزات هذه المناورات”.
وأشار اللواء إسماعيل إلى أن المناورات تُعد كذلك رسالة إلى إثيوبيا بأن السودان ومصر جاهزان للعمل العسكري، كما إنها رسالة للمجتمع الدولي الذي “إذا لم يتدخل بفعالية ستتجه الدولتين إلى خيار الحرب”.
ورفضت إثيوبيا مقترح السودان بتوسط الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمريكا، إضافة إلى الاتحاد الأفريقي الذي كان دوره مقتصرًا على رعاية المفاوضات طوال فترات التفاوض الفاشلة. وتؤيد مصر مقترح السودان الذي وافقت عليه جميع الأطراف.