يستعد رئيس الوزراء التونسي هشام المشيشي للإعلان عن تعديل وزاري قد يطيح بالوزراء المحسوبين على الرئيس قيس سعيد، بضغط من حزامه البرلماني الذي تتزعمه حركة النهضة، وهو ما قد يفاقم الصراع بين رأسي السلطة التنفيذية ويحدث قطيعة نهائية بين قصر الحكومة بالقصبة وقصر الرئاسة بقرطاج، وينذر بفشل دعوات الحوار والتهدئة التي يقودها الاتحاد العام التونسي للشغل.
وتشهد الحكومة الحالية شغور ثلاث حقائب وزارية، وهي وزارة الثقافة بعد إقالة الوزير الكفيف وليد الزبيدي الذي عينه الرئيس قيس سعيد، ووزارة الشؤون المحلية والبيئة والتي تم إعفاء وزيرها مصطفى العروي وإصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقه بسبب شبهة تورطه في ملف النفايات الإيطالية، ووزارة الداخلية بعد الإطاحة بالوزير توفيق شرف الدين وهو محسوب على قيس سعيد وصديق مقرب منه.
وفي السياق أفادت صحيفة “الشروق” المحلية، أن المشيشي سيعلن اليوم السبت عن تعديل وزاري يشمل 8 وزراء، وذلك بعد 4 أشهر من نيل الثقة. ونقلت عن مصادر سياسية تأكيدها أن التعديل الوزاري سيشمل 3 وزراء تمت إقالتهم في وقت سابق، و5 وزراء ما زالوا في مناصبهم، هم وزير الصحة فوزي مهدي، ووزير العدل محمد بوستة، ووزيرة الزراعة “الفلاحة” عاقصة البحري، ووزير التجهيز والإسكان كمال الدوخ، ووزيرة أملاك الدولة والشؤون العقارية ليلى جفّال، وأغلبهم موالون لقيس سعيد.
تحريض النهضة
ويعتقد مراقبون أن هذه الخطوة ستزيد من توتر العلاقة بين سعيد ورئيس الحكومة، بتحريض من حزامه البرلماني الذي تقوده حركة النهضة.
وقال المحلل السياسي عبد الرحمن زغلامي، إن الخلافات بين سعيد والمشيشي بدأت منذ رفض الرئيس التونسي تعيينات قام بها رئيس الحكومة ضمت مسؤولين عن النظام السابق، وبرزت معركة صلاحيات بين الرجلين، حيث يسعى سعيد إلى الهيمنة و الإمساك بزمام السلطة التنفيذية، وهو ما يراه المشيشي تعديا على صلاحياته التي يمنحها له الدستور.
كما أضاف في تصريح لـ”العربية.نت” أن الصراعات بين رأسي السلطة التنفيذية خرجت إلى العلن خلال الفترة الماضية عند إقالة وزير الداخلية المقرب والمعيّن من سعيد، ليستفيد منها خصومه السياسيون خاصة راشد الغنوشي الذي نجح في استقطاب المشيشي لتحالفه البرلماني والاصطفاف وراءه، مشيرا إلى أن سعيّد يشعر بالخذلان بعد ارتماء المشيشي الذي جعل منه رئيسا للحكومة في حضن حزامه البرلماني، وخضوعه لضغوطاتهم وابتزازهم من أجل الحفاظ على منصبه، مقابل تنفيذ شروطهم بإجراء تعديل وزاري واستبعاد الوزراء المحسوبين على قصر قرطاج.
وتابع لافتا إلى أن التعديل الوزاري المرتقب سيكون بمثابة اختبار حقيقي في العلاقة بين قصر الحكومة وقصر قرطاج، متوقعا أن تتجه المعركة إلى مزيد من التعقيد ونحو القطيعة، خاصة أن المشيشي سقط في فخ خوض معركة بالوكالة عن رئيس البرلمان ضد سعيّد.