خاطب رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك الرئيس الحالي لمنظمة الايقاد الجلسة الافتتاحية للقمة الاستثنائية رقم 38 لرؤساء ورؤساء حكومات دول الإيقاد.
واكد في البيان الافتتاحي للقمة اهمية السعي للتسوية السلمية للنزاعات من خلال الحوار حفاظاً على السلام والاستقرار والأمن الإقليميين. وقال إن القمة تتيح الفرصة لمعالجة المسائل العاجلة، لا سيَّما التطورات الحالية في المنطقة.
فيما يلي يورد المراسل نص البيان الافتتاحي للدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء ورئيس القمة الاستثنائية رقم 38 لرؤساء ورؤساء حكومات دول الإيقاد، المنعقدة بمقر المنظمة بجمهورية جيبوتي الأحد 20 ديسمبر 2020م :
فخامة السيد إسماعيل عمر جيلي، رئيس جمهورية جيبوتي، البلد المُضيف لمقر الإيقاد، دولة د. آبي أحمد علي، رئيس الوزراء بجمهورية إثيوبيا الفدرالية الديموقراطية، فخامة السيد أوهورو كنياتا، رئيس جمهورية كينيا، فخامة السيد محمد عبد الله محمد فرماجو،
رئيس جمهورية الصومال، معالي د. ريبيكا نياندينق دي مابيور، نائبة رئيس جمهورية جنوب السودان، معالي السفيرة ريبيكا أوتينجو، ممثلة جمهورية يوغندا، معالي د. موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، د. ويركنيه قبيهو، السكرتير التنفيذي لمنظمة الإيقاد،وزراء الخارجية والسفراء بدول الإيقاد.
الشركاء
شركاء وضيوف الإيقاد، مع حفظ مقاماتكم السامية والعالية والرفيعة يشرفني أن أرحب بكم جميعًا في اجتماع القمة الاستثنائي الثامن والثلاثين لرؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) .
أود أن أشكر فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيللي، وحكومة وشعب جمهورية جيبوتي على استضافتنا وترحيبهم الحار وكرم ضيافتهم.
سعيد وبشكل خاص على مقدرتنا على الاجتماع في هذا الوقت القصير، تحديداً ونحن نستعد للذهاب إلى موسم الأعياد واستقبال العام الجديد.
إن انعقاد هذه القمة في جيبوتي، مقر الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) لأول مرة منذ 20 عاماً هو بمثابة تعبير عن الإرادة السياسة التي حشدناها لإصلاح وتفعيل منظمتنا الإقليمية.
في مؤتمر القمة الاستثنائي السادس والثلاثين الذي عقدناه في يوليو من هذا العام، دعوت مؤتمر رؤساء الدول والحكومات للنظر في عقد اجتماعات منتظمة لتقييم التقدم الذي نُحرِزُه نحو تحقيق رؤيتنا المشتركة لمنطقة الإيقاد، وتقديم الرأي بشأن القضايا التي يتطلب حلها أعلى مستوى من التشاور.
اليوم، أود أن أضيف أنني أتمنى أن تتشرف جيبوتي، وتمشياً مع حقيقة وضعها كمقر لمنظمتنا، باستضافة المزيد من اجتماعات القمة لرؤساء دول وحكومات منظمة الإيقاد.
أيضاً فإنني أود أن ننظر لاجتماعنا اليوم باعتباره اجتماع نهاية العام لعائلة الإيقاد، حيث تتاح لنا خلاله الفرصة لمعالجة المسائل العاجلة، لا سيَّما التطورات الحالية في المنطقة.
أصحاب السعادة :
لا تزال جائحة كورونا وآثارها السالبة على حياة وسُبُل عيش شعوبنا مصدر قلق مشترك لنا جميعاً، كما لا يمكننا أن نستبعد الخطر الذي يُمثله الجراد الصحراوي، والذي ورغم انحساره في الوقت الحالي، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدًا يلوح في الأفق على منطقتنا.
بالإضافة إلى ذلك، تُظهر البيانات والتنبؤات طويلة الأجل الصادرة عن مركز رصد المناخ لدينا بالإيقاد عن مُفارقة مهمة يجب الانتباه لها، وهي أن الجفاف الشديد الذي يعقبه فيضانات واسعة النطاق تتجه -ولو كان ببطء- لتصبح القاعدة في منطقتنا.
إن لهذه التهديدات تأثير كبير على الوضع المستقبلي للشؤون الإنسانية والأمنية والتنموية لدول الإيقاد.
أصحاب السعادة :
نظراً لما تقدّم، نُدرك أن هذا “الاجتماع العائلي” يأتي في وقت حرج، حيث تُحاصر دُولنا مجموعة واسعة من التحديات والتهديدات داخليًا وخارجيًا.
لذلك، وكقادة لدُول الإيقاد لدينا واجب جلل ناحية مواجهة هذه التحديات، خصوصاً وأن شعوبنا تتطلع إلينا لنتوصل إلى حلول لمختلف القضايا والمشاكل التي تؤثر على منطقتنا.
إننا حال لم ننجح في ذلك المسعى، فإننا نخاطر بفقدان المكاسب التي حققناها لشعوبنا، وأن نفقد زخم النتائج الإيجابية التي حققها النمو الذي نجحنا في بنائه لمنطقتنا حتى الآن، مع ما يترتب على كل ذلك من آثار وخيمة على الجوانب الإنسانية والاستقرار ووضع التنمية بمنطقتنا.
يتيح لنا هذا الاجتماع اليوم فرصة لتقييم الإنجازات الكبيرة التي حققناها في مكافحة جائحة فيروس كورونا، ودفع خطر الجراد الصحراوي، والتقدم نحو سلام دائم في دولة جنوب السودان، وتعزيز الانتقال الديموقراطي في جمهورية السودان.
ومع ذلك، فإنه من واجبي أيضًا بصفتي رئيس الإيقاد أن أؤكد أن محادثاتنا في الجلسة المغلقة اليوم تظل مُلزمة بمبادئ منظمتنا، التي تتعلق بالسيادة الكاملة للدول الأعضاء؛
عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء؛ ولكن أيضا السعي للتسوية السلمية للنزاعات من خلال الحوار حفاظاً على السلام والاستقرار والأمن الإقليميين.
أصحاب السعادة
إن لقائنا هنا اليوم هو أيضاً فرصة لنا للتداول بشأن القضايا المُستجدة في إقليمنا، لذلك آمل أن تتيح لنا المناقشات التي سنجريها فرصة للحصول على تنوير من دولة الدكتور آبي أحمد عن الوضع والتطورات الأخيرة في إثيوبيا.
هذا الاجتماع كذلك يُعتبر فرصة لنا لمواصلة الحوار حول إدارة التحديات السياسية في منطقتنا، والاستماع إلى آخر المستجدات بشأن سير وتطور عملية السلام الجارية في جنوب السودان، والعملية الانتقالية في السودان، والصومال.
إن استعداد رؤساء دول وحكومات الإيقاد للاستجابة السريعة لهذه الاجتماع لهو أمر مُشجَّع، ويوضح روح الأخوّة التي أظهرتموها، وهي روح مطلوبة للاستجابة للتحديات التي نواجهها جميعاً.
أود أيضاً أن أُعرب كذلك، ونيابةً عن قمة الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) عن خالص امتناننا لمنظمتنا الأم، الاتحاد الأفريقي، ولشركائنا الذين قدموا التزامات مهمة وملموسة لأجل إيجاد حلول للتحديات الجماعية التي نواجهها، وفي دعمهم رؤية السلام والازدهار والتكامل الإقليمي التي نحملها.
الختام
إنني أدعو المنطقة وشركائنا والمجتمع الدولي إلى مضاعفة الدعم لجميع جهودنا في الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) من أجل بناء السلام بمنطقتنا.
دعونا نغتنم هذه الفرصة لتعزيز المشاركات الدبلوماسية والسياسية بيننا، بناءً على العلاقات الطيبة بين مجتمعاتنا في المنطقة، من أجل تقديم حلول دائمة لشعبنا.
أؤكد كذلك على حاجة الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) والمجتمع الدولي لتعزيز التعاون الثنائي والمشترك بيننا أيضاً فإنني أدعو شركائنا الدوليين أن يحافظوا على صداقتهم الثابتة ومواصلة التشارك الفعّال مع الإيقاد وذلك من خلال توفير الدعم السياسي والفني والمادي والذي نحن في أمَسِّ الحاجة إليه.
بهذه الملاحظات الموجزة، أعلن افتتاح اجتماع القمة الاستثنائي الثامن والثلاثين لرؤساء دول وحكومات الإيقاد رسميًا أتمنى لكم مداولات مثمرة وأشكركم على حسن استماعكم.