شكلّ رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة فريقا وزاريا مختلطا أغلب شخصياته مجهولة لدى الرأي العام، أتاح فيه الفرصة للنساء لتولي مناصب قيادية رفيعة، في خطوة لم تحدث على هذا النحو الواسع في الحكومات الليبية السابقة، كما عكس الاختيار التنوع في ليبيا.
ويعوّل الدبيبة الذي يتسلّم الحكم رسميا بعد أداء اليمين الدستورية، يوم الاثنين القادم، على عدد من النساء في إدارته، حيث اختار نجلاء المنقوش لتكون وزيرة خارجيته، وهي أول ليبية تتولى هذا المنصب ويكون لها شرف الدفاع عن المصالح الليبية في الخارج.
وعملت المنقوش في مجال المحاماة وهي متخصصة في القانون الجنائي، وأستاذة في هذا المجال، وتحمل درجة الدكتوراه في إدارة الصراع والسلم من جامعة جرورج مايسون الأميركية، فيما أنهت دراسة الماجستير في جامعة إيسترن ميني نايت الأميركية في التخصص ذاته، وتحصلت أيضا قبل ذلك على ماجستير في القانون الجنائي من جامعة قاريونس في بنغازي.
وعملت المنقوش التي تقيم في مدينة هاريسونبورغ بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة منذ عام 2012، في عدة دول عربية وأجنبية في مجال تدريب الكوادر ودراسة وتقييم المشاريع القانونية، علاوة على حصولها على عدة شهادات تقدير وكفاءة ومنح دراسية منها واحدة مقدمة من الحكومة الأميركية للتميز الأكاديمي.
كما وضع الدبيبة ثقته في امرأة لتتولى منصب وزيرة العدل وهي حليمة إبراهيم عبد الرحمن، التي تنحدر من مدينة غريان في الجبل الغربي، وتعمل بالسلك القضائي وهي خريجة كليّة القانون وعملت وكيلة نيابة بإحدى المحاكم الليبية.
وكلّف الدبيبة أيضا مبروكة توفي عثمان بحقيبة وزارة الثقافة، وهي من مكوّن التبو بالجنوب الليبي الممتد إلى الداخل التشادي، وتحمل مؤهلا جامعيا في إدارة الأعمال ومعروفة بنشاطها في المجتمع المدني
نيل الثقة من البرلمان بأغلبية الأصوات
وأُسندت حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية لوفاء أبو بكر محمد الكيلاني، بينما ستتولى حورية خليفة ميلود الطرمال منصب وزارة الدولة لشؤون المرأة، وهما غير معروفتان لدى الرأي العام ولا تتوفر الكثير من المعلومات حولهما.
وأمس الأربعاء، نجح الدبيبة في تثبيت حكومته التي تضمّ نائبين له و27 وزيرا و6 وزراء دولة، بعد نيله الثقة من البرلمان بأغلبية الأصوات، عقب تعهده بإخراج البلاد من انقسامها السياسي والاجتماعي والمؤسساتي وتحقيق الاستقرار والسلام، إضافة إلى معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتحضير لإجراء الانتخابات في نهاية العام الحالي.
وينظر الليبيون الذين احتفوا بتولي 5 نساء مناصب وزارية، بأمل كبير إلى هذه الحكومة الجديدة وتفاؤل بحدوث انفراج حقيقي يساعد البلاد في الخروج من الصراع والفوضى، وتحقيق مصالحة بين الأطراف الفاعلة والمتنازعة تمهد لبدء مرحلة جديدة في ليبيا.