نشرت الحكومة السودانية أمس تعزيزات عسكرية في ولاية جنوب دارفور ، لوقف مواجهات قبلية خلفت العديد من القتلى، فيما تفقد رئيس الأركان السوداني قواته الموجودة على الحدود مع إثيوبيا، وأشرف على تدشين جسر نهري في منطقة الفشقة.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية أن الحكومة نشرت تعزيزات من قوات الدعم السريع في جنوب دارفور عقب ليلة من المواجهات «القبلية المميتة».
وأضافت الوكالة أن حكومة ولاية جنوب دارفور استقبلت قوات إضافية كبيرة من الدعم السريع «لمهمة حفظ السلام واستعادة الاستقرار جراء تجدد الصراعات القبلية المميتة التي شهدتها ولايتا غرب وجنوب دارفور».
وأوضحت أن المنطقة الجنوبية لولاية جنوب دارفور شهدت عنفًا أهليًا مميتًا خلّف عشرات القتلى والجرحى جرّاء تجدد الصراعات القبلية بين الرزيقات والفلاتة في محلية قريضة التي تبعد نحو 85 كيلومترًا جنوب مدينة نيالا حاضرة الولاية.
تصريح حامد التيجاني
وقال والي ولاية جنوب دارفور بالإنابة حامد التيجاني هنون: إن القوة التي وصلت إلى الولاية تعد دفعة كبيرة لعملية السلام وحماية المدنيين، وإن مهمتها مُحدّدة، وتعمل لإنفاذ القانون مع مستشار قانوني في كل تحركاتها.
وشدّد التيجاني هنون على أن الفترة القادمة تحتاج إلى قوات تعمل بصورة قوية ومُشتركة مع شركاء السلام.
من جهته، قال قائد قوات الدعم السريع في جنوب دارفور العميد الركن عبد الرحمن جمعة إن القوات وصلت إلى الولاية في مهمة حفظ السلام والتدخل السريع لحسم الصراعات القبلية.
وأكد جمعة أن القوات تحت تصرف لجنة أمن ولاية جنوب دارفور، وتعمل بصورة مُشتركة مع القوات العسكرية الأخرى.
إلى ذلك، جدّد رئيس هيئة أركان الجيش السوداني الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين التأكيد على تمسك الجيش بواجبه في حماية البلاد وحدودها. جاء ذلك خلال تفقده القوات المُنتشرة داخل الأراضي السودانية على الحدود الشرقية مع إثيوبيا برفقة عدد من القيادات العسكرية.
وأكد الحسين على ضرورة أن تنعكس جهود الجيش المُنتشر هناك على تأمين الحدود حتى ينعم سكان تلك المناطق بالأمان، وتزداد فرص التنمية والتطوير والاستقرار.
وقد أعلن الجيش السوداني أمس البدء في تشييد جسر على نهر بمنطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا. وقال الجيش في بيان: إن رئيس الأركان محمد عثمان الحسين دشّن العمل في تشييد جسر على نهر عطبرة بمنطقة الفشقة في ولاية القضارف شرقي البلاد. وأضاف أن الجسر من المشروعات الإستراتيجية والحيوية التي يجري تنفيذها على الشريط الحدودي بجهود القوات المسلحة.
وأعلن وزير الخارجية السوداني المُكلف عمر قمر الدين، أن بلاده أطلعت جنوب أفريقيا وكينيا على التطورات المُتعلقة بسد النهضة وأوضاع الحدود مع إثيوبيا، في الوقت الذي ترغب فيه الخرطوم بوضع علامات حدودية مع الجارة الشرقية.
وقال قمر الدين إنه عبّر خلال زيارته لدولتي جنوب إفريقيا وكينيا، عن موقف السودان الذي يُطالب باتفاقية قبل الملء الثاني لسد النهضة من قِبل إثيوبيا.
وأضح أنه نقل كذلك وجهة نظر الخرطوم التي ترى أن النزاع القائم على الحدود بين بلاده وإثيوبيا مُفتعل من قبل أديس أبابا، مُشددًا على أن بلاده ترفض التصعيد.
وأضاف أن الحدود بين السودان وإثيوبيا غير مُتنازع عليها على الإطلاق، وإنما زعمت أديس أبابا ذلك، والخرطوم تسعى للحل السلمي.