إثيوبيا تتحدى: لا بديل عن ملء خزان سد النهضة في يوليو القادم
في موقف تصعيدي متكرر، جددت إثيوبيا اليوم الأربعاء، تأكيدها أنها ماضية في مخططها لملء سد النهضة، على الرغم من الاعتراضات المصرية والسودانية، والوساطات الإفريقية والأوروبية في هذا الملف الشائك.
وأعلن وزير الخارجية جو أندرجاتشاو، بحسب ما أفادت هيئة البث الإثيوبية فانا: يجري العمل في بناء السد كما هو مخطط له، مضيفا “لا بديل عن ملء خزان السد في يوليو القادم.”
في الوقت عينه، أكد التزام الحكومة الإثيوبية بإيجاد حل قابل للتطبيق لقضية السد، مشددا على تمسك بلاده بمبادئ الاستخدام المنصف والمنطقي لحوض النهر دون التسبب في ضرر كبير لدول المصب.
وكان مبعوث الاتحاد الأوروبي للسودان بيكا هافيستو، أعرب مساء الاثنين، عن أسفه لفشل مفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث (إثيوبيا ومصر والسودان). وقال في حديث للعربية: “على الأطراف الثلاثة التوصل لاتفاق قبل الملء الثاني للسد المقرر في يوليو المقبل”، مشدداً على ضرورة أن “يتشارك السودان ومصر وإثيوبيا المعلومات والخرائط المتعلقة بسد النهضة”.
كما أوضح أن الهدف من زيارته للسودان هو “تخفيف حدة التوتر بين السودان وإثيوبيا فيما يتعلق بقضايا الحدود وسد النهضة وكذلك النزاع الداخلي في إثيوبيا”، مشيراً إلى مغادرته الخرطوم إلى أديس أبابا لمناقشة هذه الملفات.
توتر في منطقة القرن الإفريقي
يذكر أنه منذ العام 2011، يثير مشروع سد النهضة توتراً في منطقة القرن الإفريقي، في حين لم تثمر المفاوضات بين الدول الثلاث اتّفاقاً حول تعبئته وتشغيله حتى الآن.
ففي حين تعتبر إثيوبيا أنّ الطاقة الكهرمائية المنتجة في السد ضرورية لتلبية احتياجات الطاقة لسكانها البالغ عددهم 110 ملايين نسمة، وتصر على أن إمدادات المياه في دول المصب لن تتأثر، ترى مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير 97% من احتياجاتها من المياه، أن السد يشكل تهديداً وجودياً لها.
فيما يأمل السودان أن يسهم السد الجديد في الحد من الفيضانات التي تشهدها البلاد سنوياً، لكنه يخشى في المقابل أن يؤثر عدم التوصل لاتفاق حول تشغيله سلباً على سدوده لا سيما على سدي الرصيرص ومروي.
وكانت أديس أبابا أعلنت في يوليو العام الماضي (2020) تحقيق هدفها بملء السد للعام الأول. وأكدت مؤخراً أنها ستواصل أعمال الملء خلال الشتاء المقبل بدون انتظار التوصل إلى اتفاق مع الخرطوم والقاهرة حول هذه المسألة الخلافية، وهو أمر ترفضه الدولتان المصرية والسودانية.
والأسبوع الماضي حذّر وزير الري السوداني ياسر عباس في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” من أنه “إذا تمّ الملء الثاني لسدّ النهضة في يوليو المقبل، فسيعتبر ذلك تهديدا مباشرا لأمن السودان القومي”.