استنكار دولي واسع لسياسة تركيا العدوانية في الشرق الأوسط
لا ينفك أن تشرق شمس وتغرب حتى تطالع عبر وسائل الاعلام المرئية والمقروءة حول العالم، خبرا او تصريحا او اعلان، يحمل في طياته انتقادا صريحا ومباشرا، للمسلك الذي تسلكه تركيا في ليبيا.
وهو اتجاه أقل ما يوصف بأنه سلوك براغماتي وعدواني، لا تراعي فيه أنقره سوى مصالحها الذاتية واطماعها اللامحدودة، غير آبه بدماء وحرمة الشعب الليبي.
فأطماع انقره في ليبيا بات يشكل تهديدا امنيا للمنطقة ككل ويهدد المصالح الوطنية للدول المجاورة لليبيا، ويهدد كذلك المصالح الدولية في عموم منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
أجندة خطيرة
تركيا لم تكتفي فقط بارسال الجنود بحجة حماية مصالحها، والتي باتت معروفة للجميع ان الأمر تعدى مرحلة ” حماية المصالح” إلى بسط النفوذ والسيطر والهيمنة وضرب الأستقرار السياسي والاجتماعي في ليبيا.
ف أنقرة تقوم بإرسال المرتزقة من سوريا للقتال في ليبيا، وتوفر حماية ودفاع غير مشروط لحكومة الوفاق الوطني والتي رفضها الشعب الليبي مرار وتكرارا، وهي بذلك تأصل للشقاق والفرقة والعصف بالاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.
سلوك تركيا العدواني هذا والمهدد للأمن والاستقرار في المنطقة، دفع العديد من الدول الى توحيد الجهود والتنسيق للمشترك لوقف الأطماع التركية التي تعبث بليبيا وشعبها.
فبعد اعلان القاهرة وبعد مبادرة روما للتنسيق بينها وأثينا وكذلك لترسيم الحدود البحرية بين ايطاليا واليونان، وشكوى فرنسا من عبث تركيا بأمن الملاحة في البحر الأبيض، ها هي تركيا تعلن امس عن مباحثات بينها ومصر من أجل ترسيم الحدود بين البلدين ” الحدود البحرية “.
وفي هذا الصدد قال السفير اليوناني لدى القاهرة نيكولاس جاريليدس، إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين اليونان وإيطاليا توجه رسالة لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان حول كيفية سلوك الدول، مؤكدًا أنه على القادة أن يكونوا حكماء وعقلاء من أجل مصلحة شعوبهم وتحقيق الاستقرار في المنطقة، ولا يتصرفوا باعتبارهم “رعاة بقر”.
تركيا: سياسية خارجية عدوانية
وفي السنوات الاخيرة انتهجت تركيا سياسية خارجية تقوم على العدوان والتعدي، وهو ما دفع البعض لوصف هذا المسلك بأنه يمثل أحلام تركيا الاستعمارية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
فتدخلت تركيا عسكريا في سوريا وعبثت بالأمن، قبل تضر تركيا بالملاحة البحرية في البحر الأبيض المتوسط وتهديد الاقتصاد الدولي والتجارة الدولية، وها هي الان تدفع ليبيا إلى اتون حرب اهليه معقدة وتزيد الوضع تعقيدا وتنسف كل الجهود الليبية الوطنية والدولية من أجل الحل السياسي في ليبيا.