الانتخابات الرئاسية السورية: من هو المرشح الحلبي الثالث المنافسة للأسد
يتوجه الناخبون الانتخابات الرئاسية السورية الأربعاء إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد من بين ثلاثة مرشحين وهم الرئيس الحالي بشار الأسد الذي يحكم البلاد منذ العام 2000 ومنافسيه محمد مرعي وعبد الله سلوم عبد الله اللذين تلقيا الضوء الأخضر من المحكمة الدستورية لخوض غمار السباق. فمن هو عبد الله سلوم عبد الله الذي شغل في السابق عدة مناصب هامة، أبرزها وزير دولة. ومن هو هذا المرشح الحلبي الذي تجرأ لمنافسة بشار الأسد
“قوتنا بوحدتنا”… هذا هو الشعار الذي رفعه عبد الله سلوم عبد الله المرشح الثالث طيلة الحملة الانتخابية الرئاسية في سوريا. ينظم الاقتراع الأربعاء ويتسابق عبد الله سلوم مع الرئيس المنتهية ولايته بشار الأسد والمرشح الثاني محمود مرعي.
ولد هذا السياسي المخضرم في عام 1956 بمحافظة حلب وبالتحديد في مدينة أعزاز التي تخضع اليوم لسيطرة الجيش التركي والجماعات المسلحة الموالية لأنقرة. وهو متخرج من كلية الحقوق، شغل مناصب سياسية كثيرة، أبرزها منصب وزير لشؤون الدولة السورية بين عامي 2016 و2020. كما كان أيضا نائبا في مجلس الشعب السوري بين 2003 و2007 ثم بين 2012 و2016 إثر دورة تشريعية ثانية.
بدأ عبد الله سلوم مشواره السياسي في نقابة الطلبة بدمشق قبل أن يلتحق بحزب الوحدويين الاشتراكيين. وهو أحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية المتحالفة مع حزب البعث الحاكم ليصبح بعد سنوات من النضال الحزبي عضوا بارزا فيه.
ورغم أنه كان أول المتقدمين بطلب الترشح لمنصب رئيس سوريا في الانتخابات الرئاسية السورية المقررة الأربعاء، إلا أنه لا يصنف في خانة المعارضين السياسيين لبشار الأسد لا سيما أنه شغل منصب وزير شؤون الدولة لغاية العام الماضي.
انتماه لحزب الوحدويين الاشتراكيين
وجدير بالذكر أنه رغم توجيه المجتمع الدولي تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لبشار الأسد، لم يمنعه ذلك من ترشحه لـ الانتخابات الرئاسية السورية. وسبق أن فاز فيها في 2014 بنسبة 88 بالمئة من الأصوات على حساب مرشحين اثنين لم يملكا أي حظوظ لتولي الحكم.
وفي البيان الانتخابي الذي نشره في شكل شريط فيديو على حسابه في توتير، دعا الناخبين السوريين إلى التصويت لصالحه قائلا “أنا المرشح عبد الله سلوم عبد الله، عضو المكتب السياسي لحزب الوحدويين الاشتراكيين، على موعد معكم لتقولوا كلمتكم المدوية في وجه أعداء سوريا. كونوا على قدر المسؤولية وأنتم هكذا والنصر لنا”.
فيما استغل نفس البيان لكي ينتقد “الهجمات الإرهابية البشعة التي تواجهها سوريا والإرهاب الاقتصادي الذي استهدف حياتنا جراء الحصار المفروض من قبل دول لا تمتلك أقل قدر من الإنسانية والأخلاق”.
ترك عبد الله سلوم العام الماضي منصب وزير الدولة، الأمر الذي جعله يملك الوقت الكافي لكي يتفرغ أكثر إلى حزبه ويبني برنامجا انتخابيا يأمل أن يقنع به السوريين ليختارونه رئيسا جديدا للبلاد.
وبخصوص مشاركته في الانتخابات التي يرجح المراقبون أن يفوز فيها بشار الأسد، أكد عبد الله سلوم عبد الله في مقابلة أجراها مع القناة السورية الرسمية أن حزبه (الوحدويين الاشتراكيين) هو الذي اختاره لخوضها، مضيفا بأنه كان “ملزما بقرار الحزب”.
القضاء على الإرهاب
وقال عبد الله سلوم “لم أترشح ضد مرشح حزب البعث أو ضد أي مرشح آخر. ولا يوجد أي قانون يمنع مرشحا ما لخوض الانتخابات. أنا استكملت جميع الشروط المطلوبة لذلك”. ونفى عبد الله سلوم أن يكون ترشحه بمثابة “مسرحية مفبركة” من قبل النظام السوري، بل بالعكس فهو يملك قناعة قوية كما يقول بأن “الصناديق هي التي ستفرز عن المنتصر ونحن نقبل ما يقرره الشعب”.
وكان الخبير السياسي المختص في شؤون العالم العربي خطار أبو دياب قد صرح لمصادر أن “النظام السوري هو عبارة عن جمهورية وراثية تتناوب على ترأسها عائلة الأسد. وبالتالي فإن الانتخابات الرئاسية ما هي إلا إخراج عبثي يوهم بوجود آليات ديمقراطية في البلاد ويرسخ استمرارية ذلك”.
ويحتل بشار الأسد منصب الرئيس منذ العام 2000 بعد أن خلف والده حافظ الأسد الذي توفي بعدما حكم سوريا لثلاثة عقود.
ويرى خطار أبو دياب أن “النظام السوري عين مرشحين اثنين للعب أدوار ثانوية مثل ما يقع في السينما، لتغطية الخطاب المؤطر بدقة من المخابرات، بينما ستجدد ولاية الممثل الرئيسي بشار الأسد بحكم الواقع. وهما يدركان هذا الأمر جيدا”، وذلك في إشارة إلى عبد الله سلوم والمرشح الثاني محمود مرعي وقد منح كليهما الضوء الأخضر من المحكمة الدستورية لخوض غمار السباق الرئاسي.
فيما يتعلق ببرنامجه الانتخابي، يرى عبد الله سلوم أن سوريا لن تعود إلى الوضع الذي كانت عليه قبل دون “القضاء على الإرهاب ودحر المحتلين خارج بلادنا”. وأوضح في هذا الشأن أن “الهدف الأول من ترشحي هو القضاء على الإرهاب، من بينهم الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي والتركي”. وأضاف “رجب طيب أردوغان فكك كل مصانع حلب وسرقها. فلا بد أولا من تحرير الأرض بالكامل حتى يعود المهجرون إلى وطنهم ويكثفون الجهود من أجل النهوض بالاقتصاد السوري”.