القاهرة : نرفض سياسة الأمر الواقع في أزمة سد النهضة
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن بلاده لم تقبل ولن تقبل بفرض سياسة الأمر الواقع في أزمة سد النهضة، ولا أن يقع نهر النيل رهينة لسعي البعض للسيطرة عليه، لافتاً النظر إلى أن دخول مصر في التفاوض بشأن هذه الأزمة لا يعني أن يتم ذلك من أجل التفاوض، وإنما من أجل قضية عادلة.
و أوضح شكري أن قضية المياه بالنسبة لمصر وجودية، كما أنها ترتبط بمستقبل ومصير أكثر من 250 مليون مواطن في مصر والسودان وإثيوبيا، وتؤثر في الوقت ذاته على الأمن والسلم والاستقرار في منطقة شرق أفريقيا برمتها، مشيراً إلى أن جلسة مجلس الأمن الدولي التي عُقدِت بدعوة من مصر تعد سابقة تاريخية لكونها المرة الأولى التي يناقش فيها مجلس الأمن مسألة ذات صلة باستخدام واستغلال الموارد المائية والأنهار العابرة للحدود.
وأضاف شكري أن مصر انخرطت في المفاوضات الجارية برعاية الاتحاد الأفريقي بشأن أزمة سد النهضة سعياً لتسوية هذه الأزمة في إطار البيت الأفريقي، كما شاركت مصر في الجولات التفاوضية التي عُقِدَت برعاية الولايات المتحدة وبمشاركة البنك الدولي، ووقعت بالأحرف الأولى على الاتفاق الذي تم بلورته حول سد النهضة، إلا أن إثيوبيا رفضت التوقيع وشرعت في ملء خزان سد النهضة بشكل أُحادي، مشدداً على أن مصر لن تفرط أو تتهاون في حقوقها في مياه النيل.
سياسة مصر الخارجية
و شدد شكري على أن سياسة مصر الخارجية قائمة على التعاون والتنسيق والتنوع والتوازن، والحفاظ على مصالح الدولة والأمن القومي المصري، فضلاً عن البُعد عن التآمر والتدخل في الشأن الداخلي للدول.
ونوّه وزير الخارجية المصري بأن بلاده تستهدف صون الأمن ومواجهة جميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب، كما تحرص على حل النزاعات التي تشهدها المنطقة بشكل سلمي، مبيناً أن مصر لم تبتعد عن محيطها العربي، وعلى الرغم من توقيع اتفاقية السلام مع دولة إسرائيل، إلا أن القضية الفلسطينية لا تزال هي القضية الأهم التي تتصدى لها في كل وقت.
أكد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، يوم الأربعاء، أن بلاده ستواصل عملية الملء الثاني لسد النهضة في الوقت المحدد لها، قائلاً: “سنواصل عملية الملء الثاني في وقتها، ونرفض ربط المفاوضات بعملية ملء السد”، مضيفاً أن “عملية الملء الثاني لسد النهضة مرتبطة بمرحلة البناء التي يتطلبها الملء الثاني”.
وتابع مفتي، خلال مؤتمر صحافي، أنه “لا يمكن ربط أزمة الحدود مع السودان بسد النهضة، ونعتقد أننا لبينا مخاوف السودان، والخرطوم تعلم تماماً فوائدها من السد، ولم نتوقع من السودان ضربنا على ظهرنا، وما نشاهده موقف لا يمثل الشعب السوداني”.