المخرج الآمن من الأزمة السودانية
قبل أيام ذكر الشيوعي وثيقة جديدة هادية للناس في عالم الحكم (بدلا من وثيقة ود لبات التي مزقتها قحت منذ بواكير الفترة الإنتقالية) شريطة إبعاد العسكر من المشهد. ليؤكد مجددا عبر واجهته الجديدة حزب مريومة على لسان رئيسه (الديكوري) برمة ناصر ذات الخبر بقوله: (المشاورات جارية لطرح وثيقة جديدة). وقريبا من ذلك يطالب التجمع الاتحادي بإبعاد عسكر اللجنة الأمنية من العمل السياسي. وفي المقابل يتهم حميدتي بعض الأحزاب بأنها تدعي الديمقراطية ولكنها تمارس الكذب والغش على الشعب. ويدفع السيادي بإتهامه الصريح لقحت بقوله (الوزارات الاتحادية أصابها التدمير وتم إفراغها من الكفاءات بفعل السياسات الإقصائية الخاطئة). بهذا يمكننا القول: (بإن السودان في مفترق الطرق. وهو الآن ما بين سندان الضياع ومطرقة الديكتاتورية). ومن هنا نتقدم بالشكر (للطرف الثالث) المتمثل في: أحزاب سياسية كثيرة. وقيادات مجتمع مدني متعددة. وإدارات أهلية موقرة. ومنظمات وطنية صادقة. وشيوخ طرق صوفية مؤدبين. وأئمة سلفيين وقوريين… إلخ. حيث تقدم الجميع بمبادرات لا تحصى ولا تعد من أجل الوطن. لإيمانها العميق بحبه. وخوفها من شبح الإنهيار الذي أظلت سحابته الوطن. وليت الشيوعي يدرك هذه المعاني الوطنية. ويسحب مبادرته التي طرحها بلسان حاله منذ ثلاث سنوات وهو في الشارع تظاهرا تحت شعار (يا فيها يا أطفيها). أما البحث عن حل الأزمتين السياسية والاقتصادية عنده (مكانك سر) لأن فاقد الشيء لا يعطيه. وتغطية لسوءة كفاءته السالبة. تمترس في مربع صفر. وتخندق في ميدان رفض الآخر. عليه نقترح حلا للأزمة السياسية الوفاق الوطني (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها). ومن ثم الاستحقاق الديمقراطي (عند الامتحان يكرم أو يهان الإنسان). وللأزمة الاقتصادية استبدال ورشتة البنك الدولي عاجلا بنظام الإسلام الاقتصادي (الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه). خلاف ذلك لحل الأزمتين يظل حرث في بحر الوهم. ومضيعة لعمر الوطن.
عيساوي