حل وتركيب السودان من جديد
أمس استعرضت مطالبة بعض الجهات والشخصيات بالاستقلال عن السودان (تقرير المصير) ممثلة في دار مساليت(غرب دارفور )وجبال النوبة واخيرا شرق السودان حسب مقررات مؤتمر سنكات مع مطالب للحكم الذاتي للشمال المطبق على أرض الواقع في جبال النوبة والنيل الأزرق بينما نالت دارفور حق الحكم الإقليمي
حسب المشار إليه أعلاه هناك عدة ملاحظات الأولى انه وفيما عدا الوسط فكل حدث نفسه بالإنفصال ومن لم يتحدث تحدث آخرون بضرورة فصله والملاحظة الثانية ان منح مناطق دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق شكلا مختلفا للحكم ما بين الإقليمي والذاتي على عكس الولائي فى بقية البلاد قد جعل تلك المناطق منفصلة بشكل الحكم عن الأخيرة الشيء الذي جعل الشمال والشرق والوسط في كفة ووضع دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق في كفة أخرى!
الملاحظة الثالثة ان الرغبة في الإنفصال في الشرق والشمال والوسط الى درجة ما عن بقية السودان أصبحت تتعالى بشكل كبير في الفترة الأخيرة ولو منح أهل الشرق والشمال تحديدا مجتمعين أو منفصلين حق تقرير المصير اليوم لجاءت النسبة مفاجئة مثلما حدث مع جنوب السودان خلال استفتاء العام 2011م!
بالأمس قلت إن ما يجري على الورق وعلى الأرض معا سيقود الى تفتيت السودان وتهديد وحدته ما لم يلاحق ويسابق بمعالجات تحفظ هذه الوحدة والسلامة وما بين الدعوة للإنفصال أو حمل الناس على وحدة قسرية من دار مساليت (غرب دارفور )وحتى إقليم البجا (شرق السودان)وما بينهما/ما بين التطرف والتسلط توجد دائما منطقة وسطى للحل يمكن ان تحفظ وحدة السودان بمركز سيادى واحد يمثل مناطق البلاد المختلفة ويكون مسؤولا عن تنفيذ سياسة واحدة للدفاع والخارجية وفيما عدا ذلك حق أي إقليم ان يستقل بسلطته الإقليمية التامة ويستغل كامل ثروته
مجلس سيادى واحد يمثل أقاليم السودان المختلفة يشرف على البلاد مع مجلس واحد للأمن والدفاع ومجلس واحد للعلاقات الخارجية فيما تمنح الأقاليم بقية السلطات كاملة (عدا السيادية المتمثلة في الدفاع والخارجية )وتمنح الأقاليم الى ذلك الحق الكامل في استغلال مواردها مع نسبة قليلة ثابتة لتصريف شؤون المجالس الثلاث(السيادي والدفاع والخارجية )
رؤساء المجالس الثلاث -(المجلس السيادى -رئيس الجمهورية) و(مجلس الأمن والدفاع -وزير الدفاع )و (مجلس العلاقات الخارجية -وزير الخارجية)يكونون بالتناوب بين الأقاليم السودانية بحيث يتم اختيار رئيس السيادي دوريا من داخل المجلس ويعين السيادى وزير الدفاع ووزير الخارجية
الأقاليم تنتخب حكوماتها انتخابا حرا مباشرا وتنتخب ممثلها في المجلس السيادي ومع تعيين الأخير لوزيري ( الدفاع والخارجبة)تكون السلطة مدنية على المستويين السيادي والإقليمي
من صندوق المال السيادى تخصص نسبة للأقاليم التى تأثرت بالحرب فى دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ومن ذات الصندوق تعالج الأزمات الطارئة التى يمكن ان تصيب بعض الأقاليم سواء ان كانت طوارئ الطبيعة أو من صنع البشر
هذا الشكل من الإتحاد السوداني يمكن ان يدعى له جنوب السودان ايصا في إطار العودة للوحدة الطوعية على أسس جديدة تمنح الجنوب ذات الحق في السلطة الإقليمية المستقلة مع كامل الحق في استغلال موارده الخاصة إضافة لبقية التفاصيل الواردة أعلاه
ان وحدة اختيارية بغير قيود ثقيلة هي أسلم للسودان وللوجدان من علاقة الإكراه أو الانفصال.
بكري المدينة