حوار ساخن مع رئيس بعثة “يونتامس” فولكر بيرتس
متفائل بأنَّ الممانعين سيشاركون لكن القطار لن يتوقف
لا أرى أية مشكلة إنْ كانت الحكومة الجديدة من كفاءات حزبية
بعض القيادات يعتبرون أنفسهم أصحاب المصلحة الحقيقيين
الحرب في السودان انتهت والمقاتلون لا يريدون العودة للمربع الأول
حوار- سناء عابدين لا تزال العملية السياسية التي تجري في الخرطوم هذه الأيام وتهدف لاستعادة الفترة الانتقالية وإنهاء الانقلاب، لا تزال تواجه الكثير من العقبات والتحديات والتعقيدات المتمثلة في تعنت بعض الممانعين لها وتمسكهم بمواقفهم، ولكن رغم ذلك بدا رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال السياسي في السودان يونتامس فولكر بيرتس، متفائلاً بأنَّ العملية ستمضي إلى نهايتها وتحقق أهدافها وتتكون الحكومة المدنية الانتقالية. فقد أشار إلى أنَّ الترتيبات حال سارت بالإيجابية التي تمضي بها الآن، وتم عقد ورشتي مؤتمر جوبا لسلام السودان واستكمال السلام، فإنَّ العملية كلها ستكتمل قبل بداية شهر رمضان المقبل وستتم استعادة مرحلة الانتقال.. فولكر أجاب عن عدد من المحاور التي تم طرحها خلال هذا الحوار، الذي أجرته معه الصحيفة بمقر البعثة في الخرطوم فإلى مضابط الحوار.لا تزال هناك بعض الأطراف لم توقع على الاتفاق الإطاري وتتعنت في مواقفها.. برأيك هل سيكون لديها تأثير في سير العملية السياسية؟فيما يتعلق بالقوى التي تمانع الانضمام إلى الاتفاق الإطاري والعملية السياسية التي تجري الآن، فإنَّ رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم معترفان بأنهم مشاركون رئيسيون في اتفاق جوبا ولذا فإن مشاركتهم مهمة في الاتفاق الإطاري.هذا يعني أن وجودهما مهم وربما لا يخدم غيابهما العملية السياسية؟أنا متفائل بأنَّ كل هذه الأطراف ستشارك ولكن القطار لن يتوقف والعملية ستمضي ونحن سنواصل في تسهيلنا للعمل السياسي، ولا نستطيع أن نقول إنها فترة استراحة و”نعمل برأيك” لهذا سنمضي، ولكن سنترك الأبواب مفتوحة لهذه القوى المهمة لأن تدخل وتوقع على الاتفاق الإطاري، وتنضم للعملية السياسية في أي وقت شاءت .حتى الآن يرى الكثيرون أنَّ العملية السياسية لا تقدم جديداً وبدأ الخبراء يشككون في إمكانية إحداثها الاختراق المطلوب؟حتى الآن نجحنا في هدف معين وهو أن نجمع أصحاب المصلحة الحقيقيين من مكونات الشعب السوداني، ولكن بعض القادة السياسيين والعسكريين بعتقدون أنهم أصحاب المصلحة الحقيقيون وفي هذه الورش، نجحنا في جمع أصوات من المجتمعات التقدمية والتقليدية بحكم أنهم من أهداف العملية السياسية.نعم… كل ذلك حدث ولكن لا تأثير له على أرض الواقع؟أصحاب المصلحة الحقيقيين الذين شاركوا في الورش التي انعقدت بالخرطوم كلهم يمثلون المكونات المجتمعية من النازحين في المعسكرات واللاجئين والمرأة والشباب والشيب، وبعد نقاش عميق خرجوا بكل هذه التوصيات التي ستدخل وبالتأكيد في العملية السياسية وستأخذ الجيد منها، لذلك فإن هذه الورش مهمة لأنها توجه العملية السياسية في الطريق الصحيح.ألا ترى أن العملية السياسية تسير ببطء في ظل الأوضاع المتأزمة التي تعيشها البلاد؟ اتفق معك أن هناك بطءاً وأن عنصر الزمن أساسي وحساس لحسم العملية السياسية، ولكن العمل الدبلوماسي يحتاج للصبر، ولابد أن نتيح الفرصة لكل الأطراف للوصول لحلول جذرية.كيف برأيك نصل لحلول جذية؟خلال الاتفاق الإطاري اتفقنا على خمس قضايا تناقش عبر الورش تم عقد 3 منها وتبقت منها اثنان وهذه ستنتهي ببداية مارس القادم، وبعد ذلك يجب الاتفاق على جوهر الاتفاق السياسي ومناقشة اختيار الحكومة ورئيس الوزراء دون مماطلة، ونستطيع أن ننجح في ذلك قبل رمضان إذا توفرت الإرادة السياسية للسياسيين السودانيين.بعض المراقبين يعتقدون أن هذا العمل السياسي ربما تواجهه تحديات في مرحلة التنفيذ كيف تنظر لذلك؟ليس لدي جواب بنعم أو لا فهذا يتوقف على الاتفاق السياسي النهائي والذي سيترجم إلى نصوص دستورية، وتشكل على قاعدته حكومة مدنية مستقلة.عفواً.. هل ستكون الحكومة المقبلة حكومة كفاءات مستقلة .. تكنوقراط؟لا أفضل مصطلح التكنوقراط فأنا لا أرى أي مشكلة إن كانت الحكومة الجديدة من كفاءات حزبية وتعمل باستقلالية وتضع مصلحة الوطن فوق المصلحة الحزبية، فالمرحلة الانتقالية دائماً تكون مهمتها صعبة ولكن المجتمع الدولي ملتزم بتقديم الدعم لها، وأيضاً متفائل بأن التوصيات التي خرجت بها الورش ستتنزل رغم التحديات والمشاكل.بالنسبة لقضية شرق السودان مازال مسار الشرق يشكل عقبة أمام الحل في الإقليم والأطراف الرافضة متعنتة على مواقفها كيف يمكن أن تعالج هذه القضية ويحدث الاستقرار؟هذا ليس من مهام الآلية الثلاثية وعلى السودانيين اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذه القضية فالمهم عندنا نحن أن يستفيد أهل الشرق من الاتفاقيات، فهم لم يستفيدوا من اتفاقية أسمرا ولا اتفاقية جوبا ودورنا في المجتمع الدولي، هو أن ندعم مايقرره أهل المصلحة من شرق السودان، فإذا اتفقوا على مؤتمر جامع أو منصة تفاوضية سندعم الخيار، ولكن أنا أعتبر أن المهم هو الالتفات للقضايا الأساسية التي تهم إنسان الشرق، المتمثلة في الثروة والتنمية والمشاركة في القرار.