سفير مصر بالخرطوم: أمن وتنمية السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري
قال سفير مصر في السودان حسام عيسى، إن العلاقات بين مصر والسودان بلغت أعلى مستويات الصداقة والأخوة والتفاهم، فى ظل التوجه السياسي للبلدين لدعم العلاقات الثنائية على كل المستويات، مؤكدًا أن الفترة الماضية شهدت تبادلًا للزيارات بين مسئولى البلدين، ووضعت أسس العديد من المشروعات الاستراتيجية، على رأسها مشروعات الربط الكهربائى وتطوير المعابر لتسهيل النقل البرى والبحرى.
وأكد السفير المصرى بالسودان، فى حواره مع «الدستور»، أن أمن وتنمية السودان هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، وأن مسئولى البلدين يعملون على تذليل كل العقبات والاستفادة من التكامل الطبيعى بين الشعبين بما يدعم البلدين، مطالبًا بالاستفادة من القوى الناعمة ووسائل الإعلام فى زيادة الترابط بين الشعبين، عن طريق نشر الحقائق والتصدى للشائعات التى تستهدف التأثير على العلاقة بينهما.
كيف تقيم العلاقات بين البلدين؟
– أؤكد أن العلاقات بين مصر والسودان بلغت أعلى مستويات الصداقة والأخوة والتفاهم المشترك، وأن التوجه السياسى للبلدين هو دعم العلاقات الثنائية على كل المستويات، وطيلة فترة عملى فى وزارة الخارجية المصرية، ومنذ ٣٦ عامًا، لم أجد دولتين بينهما مثل هذه الروابط التى تجمع بين مصر والسودان، والتى تتجسد فى الحدود المشتركة والقبائل والجاليات والعلاقات الثقافية والتاريخية والتجارية والطبية، وغيرها.
لذا يجب أن يتعامل الإعلام مع هذه العلاقات بكل الحرص والشفافية والمعرفة بطبيعة الأوضاع الراهنة، للحفاظ على هذه الروابط فى مرحلة مهمة ودقيقة فى تاريخ العلاقات بين البلدين، وأرى أنه على الإعلامين المصري والسوداني أن يلعبا دورًا هامًا فى تعريف كل طرف للآخر بصورة تعكس حقيقة الأوضاع فى البلدين.
ما المجالات التى يجرى التنسيق بشأنها حاليًا لدعم هذه العلاقات؟
– التوجه السياسى المصري نحو السودان هو توجه دائم بدعم العلاقات على كل المستويات، وهناك العديد من المشروعات المشتركة التى يتم وضعها موضع التنفيذ، حاليًا.
وشهدت الفترة الماضية زيارة مهمة لرئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولى، إلى السودان، فى أغسطس الماضي، اصطحب خلالها وفدًا وزاريًا رفيع المستوى، ضم عددًا كبيرًا من الوزراء والمسئولين، ووضعت خلالها أسس العديد من المشروعات الاستراتيجية، مع مزيد من الدعم المصري للسودان خلال الفترة المهمة التى يمر بها.
وكانت زيارة وزيرة التجارة والصناعة، الدكتورة نيفين جامع، والوفد الوزاري رفيع المستوى المرافق لها، إلى السودان، فى فبراير الجارى، ناجحة جدًا، والتقت خلالها نظيرها بالحكومة السودانية، ووزراء النقل والمالية الطاقة والتعدين وغيرهم، وتمت مناقشة العديد من المشروعات لدعم العلاقات بين الدولتين، وتكوين لجنة فنية تجارية من أجل دعم هذه العلاقات.
وبعد الثورة السودانية، تشكل مجلس رجال أعمال جديد بين الدولتين، بعد حل كثير من النقابات ومجالس الأعمال وغيرها، وعاد هذا المجلس للانعقاد مؤخرًا، وتم من خلاله التوقيع على اتفاقية لتشجيع التعاون فى مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، بهدف توفير فرص عمل متوسطة وصغيرة للشباب تسهم فى الاستفادة من الإمكانيات الكبيرة المتاحة فى الدولتين.
وجميع اللقاءات، خلال الفترة الماضية، كانت فى إطار تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين الدولتين، من أجل المضى قدمًا فى تنفيذ عدد من المشروعات المشتركة الضخمة خلال الفترة المقبلة، فى ظل التوجه السياسى للبلدين لدعم العلاقات واستغلال الفرص فى مصلحة الشعبين.
وستشهد الفترة المقبلة إقامة عدد كبير من المشروعات فى مجال الزراعة والمراعى والتجارة والصناعة، للاستفادة من الفرص الضخمة غير المستغلة بين الدولتين، ويجرى اتصال يومى مع المسئولين فى السودان والسفارة السودانية لدى مصر، لترتيب الزيارات للمسئولين على كل المستويات، من أجل المضى قدمًا نحو تنفيذ هذه المشروعات، ولعل من أهمها مشروع الربط الكهربائى الدولى بين البلدين.
كما أقيم جسر جوى من القاهرة للخرطوم لدعم مصابى السيول فى السودان خلال العام الماضى، وجسر آخر لمواجهة جائحة كورونا، كما أوفدت وزارة الصحة المصرية قافلة طبية لعلاج مصابى الثورة السودانية.