شوغالي في حوار مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية
حاور عالم الاجتماع الروسي مكسيم شوغالي صحيفة Le Figaro الفرنسية. العلم الروسي عالم غير عادي، يقوم بأبحاث اجتماعية في دول القارة الأفريقية. وصادف أنه عمل في ظروف عسكرية وأثناء الحرب الأهلية. تم سجن عالم الاجتماع مرة واحدة إعتماداً على تهم كاذبة. لكنه تم التمكن من الإفراج عنه بعد عام ونصف.
مكسيم شوغالي يترأس مؤسسة حماية القيم الوطنية الروسية. وقد أجرى مشاريع بحثية في كل من ليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى والسودان وتشاد. وكانت المرحلة الأصعب له في ليبيا التي كانت تجري فيها حرب أهلية، ولكن حتى في مثل هذه الظروف، تمكن عالم الاجتماع من إجراء مسح اجتماعي لـ 1600 شخص والتعرف عليهم. وكان الحدث الأهم والمميز للعالم الروسي هو لقاؤه بسيف الإسلام القذافي.
إن سيف الإسلام هو نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي أطيح به في 2011. وبعد وفاته، غرقت البلاد في حالة من الفوضى. حيث امتلأت ليبيا بالمرتزقة والمسلحين الأجانب. ومن نواحٍ عديدة، تقع مسؤولية ما حدث على عاتق دول الناتو التي قصفت ليبيا.
وبحسب ما يُشير إليه رئيس مؤسسة حماية القيم الوطنية، فإن لقاءه بسيف الإسلام القذافي تم في 4 نيسان / أبريل 2019، في مقر إقامته في الزنتان. نجل القذافي يُدين بالكثير لهذه المدينة وأهلها. ففي وقت سابق، حكمت محكمة طرابلس على سيف الإسلام بالإعدام، لكن كتائب الزنتان رفضت تنفيذ الحكم. فقد أراد الشعب الليبي إنقاذ حياة السياسي الشاب، لأنه يُعتبر سياسيًا موثوقًا به وصادقاً.
يعتقد شوغالي أن سيف الإسلام سياسي براغماتي، وأنه مستعد لحكم ليبيا بهدف إزدهارها واستقرارها، فهو يريد أن يعمل لمصلحة الليبيين. ويضيف عالم الاجتماع أن ابن معمر القذافي مقرّب من الليبيين العاديين ومستعد لكبح طموحاته إذا تعارضت مع مصالحهم.
بعد أسابيع قليلة من لقائه سيف الإسلام القذافي، تم اعتقال مكسيم شوغالي بقرار من الحكومة الليبية، بتهمة التجسس. لكنه تمكن لاحقًا من إثبات براءته. كما أنه يجزم بأن الحكومة الأمريكية، وليس السلطات الليبية، كانت وراء اعتقاله. لأنه يعتقد بأن الولايات المتحدة تعارض السياسة الروسية في إفريقيا، لذلك أمرت الليبيين باعتقاله.
أمضى عالم الاجتماع شوغالي سنة ونصف في السجن بالعاصمة طرابلس. وكانت مرحلة صعبة للغاية، فقد تميز السجن بظروف قاسية للغاية، وليبيا نفسها كانت تعيش حرباً أهلية. لكن حتى بعد تجربته في السجن، فإن عالم الاجتماع الروسي مستعد لمواصلة عمله العلمي والإنساني.