فشل التحالفات السياسية لان هدفها لم يكن الوطن
يعكس استمرار الحلقة المفرغة للراهن السياسي، وقع الأزمة السياسية الحادة في البلاد وسط خلافات مكونات العملية السياسية، حيث مازالت الساحة السياسية تشهد يومياً حالة من المبادرات والتكتلات دون إحراز تقدم ملموس يصب في صالح حل الأزمة المتفاقمة ويعيد فتح أبواب الأمل للمواطن الذي يعاني وطأة الفقر.
وفي ظل هذه الأزمة الخانقة أعلن حزب الأمة القومي عن تحرّكات ولقاءات مكلّفة مع قوى سياسية لتأسيس جبهة عريضة لإيجاد حلّ للأزمة في البلاد، وأكّد إمام الحلو أمين السياسات بالحزب ، أنّ حزب الامة مستعدّ لإجراء حوار مع أيّ جبهة تساعد في إيجاد مخرج للأزمة الحالية، مبيناً أنهم في سبيل انشاء التحالف الجديد عقدوا لقاءات بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل والشعبي وكافة القوى التي لديها وجود وثقل سياسي واجتماعي في المشهد السياسي”.
ويرى مراقبون بأن حزب الأمة أعاد للاذهان من خلال هذا التحالف التذكير بأن ائتلاف الحرية والتغيير المجلس المركزي، بات يدفع أعضائه للخروج منه وبالتالي يعد المركزي ناجحا في تعقيد الأزمة وليس حلها.
وقال المحلل السياسي الدكتور محمود تيراب إن حزب الأمة القومي ظل يتملل داخل الحرية والتغيير وبلغ به الأمر حد تجميد نشاطه داخل المجلس المركزي وهو اول من تحدث عن أهمية هيكلة التحالف وتغيير قيادته.
وأوضح تيراب أن كثرة التحالفات والمبادرات اضحت في الفترة الأخيرة سمة بارزة للفترة الانتقالية (تكتلات الحرية والتغيير ولجان المقاومة والقوى الثورية وجمعات الثوار)، لكنها غير ذات جدوى وليس لها فعالية.
وقال تيراب في هذا الخصوص إن فشل هذه التحالفات بسبب ان هدفها لم يكن الوطن
وتابع بقوله من الواضح أن الهدف من انشاء التكتلات هو الحصول على المكاسب السياسية والحصول على السلطة والثروة والغنى.
ويؤكد الخبراء بأن القوى السياسية لا يمكن أن تتوافق لأن الهدف ليس الوطن فإذا كان هدف الجميع الوطن يمكنهم التوافق على مسألة الحكم وإدارة الدولة، الأمر الذي يفسر استمرار البلاد في الحلقة المفرغة “تكتلات مبادرات، كل مجموعة تتكتل تطرح مبادرة تتحدث المبادرة عن شواغلها وليس قضايا الوطن والمواطن، مما جعل الأزمة تتجلى في عدم التوافق والفشل التام للقوى المدنية.