لجان المقاومة ذراع قوى الحرية والتغيير وضحيتها القادمة!
تراجعت شعبية قوى الحرية والتغيير كثيرًا منذ سقوط نظام البشير في 2019، حيث التف الشعب السوداني حول “قحت” لأنها كانت السبب الرئيسي أو أحد الأسباب المباشرة لسقوط الرئيس السابق وأعوانه بعد ثلاثون عامًا من القهر والفساد، واليوم تشهد قحت تراجعًا كبيرًا في أعداد المؤيدين بل أن معارضيها أصبحوا أكثر من مؤيديها.
يعود هذا التحول بسبب إدراك طائفة كبيرة من الشعب السوداني نوايا أحزاب قحت الساعية للسيطرة على السلطة مهما كانت التكاليف، وبأن كل شعارات الثورة التي كانت لا تفارق قيادات الأحزاب لم تكن الا وسيلة للخداع ومحاولة للسيطرة على الحكم.
قامت قوى الحرية والتغيير مؤخرًا بإطلاق مبادرة تحت عنوان تجميع قوى الثورى، لتجميع القوى الثورية حولها ومواجهة الإنقلاب العسكري، لكن لم تلقى هذه المبادرة أي ترحيب من لجان المقاومة وتجمع المهنيين وبطبيعة الحال الحزب الشيوعي.
تحاول قحت إقصاء الجميع، ولكن تريد أن تستفيد قبل ذلك من قدرة لجان المقاومة على الحشد، ولكن هناك تقارير عديدة تفيد بأن قيادات لجان المقاومة أصبحوا لا يستمعون لمطالب قحت بشكل جدي، وأصبحوا يأخذوا قراراتهم بمنأى عن التشاور والتعامل مع قيادات قحت كما جرت العادة.
لجان المقاومة حتى اليوم هي الكيان الوحيد الذي يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة في السودان، فهم لا يمتلكون قيادات تلهث وراء السلطة، وهدفهم الوحيد هو تحسين الوضع السياسي واستعادة الإستقرار والتغلب على جميع الأزمات، ولديهم رؤيتهم لذلك ويسعون لتطبيقها بالطريق التي يرونها مناسبة، ولكن قحت تريد استغلال كل هذا لتحقيق أهدافها ثم التخلي عن “أدواتها المؤقتة”.
تحالف الحرية والتغيير مع لجان المقاومة بشكل رسمي لن يحدث مجددًا، قد يكون هناك اتفاقات مرحلية بناءًا على بعض الظروف ولكن لن تكون هناك اتفاقيات طويلة الأجل بسبب الإختلاف في الأهداف ووصول، وعدم رغبة قحت بأن يكون لها منافس على الساحة مستقبلًا.