هل تدل تصريحات قيادات الحرية والتغيير على هنالك انشقاق
وصلت الخلافات في قحت إلى مرحلة الانشقاق الصريح بعد أن أصبحت مجموعة منها تتشبث بالسلطة فقط.. لا هم لها غير السلطة.
ما يجب قوله اولا ان هذا الخلاف كارثي ومضر بالثورة وبالوطن وبالفترة الانتقالية، ويعتبر مهزلة في حق الثورة وقصور ما بعده قصور من أحزاب وكيانات كان ينتظر منها ان تتوحد رغم كل الظروف من أجل أن تعبر بالبلاد، ولكنها بدلا عن ذلك تغرق في صراعات عقيمة وبائسة.. لذلك عليها أن تجهز للانتخابات.
قحت منذ توحدها الأول في عهد الثورة كانت تحالف حد أدنى، وتحالفا بهذا الشكل لا يستطيع أن يمضي كثيرا بعد إسقاط الحكومة، لذلك كان الاتفاق ان تتشكل حكومة كفاءات وتذهب الأحزاب إلى دورها لتمارس نشاطها وتتواصل مع جماهيرها وتستعد للانتخابات، وقد قام الامام الراحل الصادق المهدي بجولة شملت السودان جميعه للتواصل مع جماهيره في ذلك الوقت كاستجابة لهذا المفهوم، ولكن الذي حدث أن الأحزاب تسللت عبر كوادرها إلى الحكومة واخلت بشرط حكومة الكفاءات، وهو الخلل الذي جعل الحكومات اللاحقة حزبية صرفة وضعيفة وتنفذ أجندة الغرب وبعض السفارات العربية.
تسلسل الاحداث يظهر انه منذ وقت مبكر بعد انتصار الثورة قدم حزب الأمة القومي مبادرة العقد الإجتماعي الجديد لاصلاح الحاضنة السياسية قحت، ولم يستمع إليه أحد، فقام في أبريل ٢٠٢٠ بتجميد نشاطه داخل قحت على أمل ان يكون هذا الموقف داعيا لرفقاءه في قحت للالتفات إلى خطورة المسير بجسم معطوب كهذا، ولكن رفقاءه لم يستجيبوا، فقرر الحزب تجميد نشاطه الكامل في مايو ٢٠٢٠.
قبل أربعة أشهر أعاد حزب الأمة القومي تقديم مبادرته من جديد بالدعوة لاجتماع شامل من أجل إصلاح وتطوير قوى الحرية والتغيير، حضرت في الاجتماع الأول جميع أحزاب وكيانات قحت داخل المجلس المركزي وخارجه، وفي ذات الاجتماع تم تحويل اسم المبادرة إلى مبادرة القوى السياسية، وكونت لجنة فنية لاستقبال آراء المشاركين وصياغتها من أجل الاجتماع الثاني، حتى هنا كان المسار مبشرا وكانت الحاضنة السياسية على اعتاب وحدة تاريخية، ولكن كل شيء انهار في الاجتماع الثاني الذي غابت عنه أحزاب المجلس المركزي، وتم فيه تبادل الاتهامات وصدر عنه بيان بتجميد المجلس المركزي وانعقاد مؤتمر تأسيسي لقحت بعد أربعة شهور.
من هنا بدا الطلاق بين مجموعتي المجلس المركزي واللجنة الفنية، التطور الأكبر اللاحق كان الإعلان المفاجيء عن توقيع حزب الأمة القومي والجبهة الثورية على إعلان سياسي مع المجلس المركزي من أجل الوحدة وهيكلة قحت، وهي خطوة تخلى فيها حزب الأمة القومي بمباركة رئيس الحزب والمكتب السياسي والامانة العامة عن شركاءهم في اللجنة الفنية، بيد أن بعض قيادات الحزب مثل د ابراهيم الأمين وعادل المفتي ظلت تدعم موقف اللجنة الفنية مما جعل الحزب يبدو وكأنه يتحدث بلسانين.
الان مجموعة تريد السلطة فوق دماء الشباب ولا تريد لهم أن يقرر مصيرهم عبر الانتخابات ولا تريد مشاركتهم في السلطة وصنع القرار لذلك يوجد خلاف باين بين قحت ولجان المقاومة وبين قحت فيما بينهما.
واخيراََ ظهر خالد سلك القيادي بالحرية والتغيير والوزير السابق قال نقبل بكل شروط الشباب في لجان المقاومة ونجلس للتفاوض يرى البعض انهم مكر وتشبث بالسلطة لا جديد في ذلك وهو يعلم تماماََ أن رأى لجان المقاومة الأحزاب إلى الانتخابات والعسكر إلى الثكنات والحكومة للكفاءات المستقلة هل يرضى سلك بهذا الشرط.