أمطار القانون
لقد أحاطت الفوضى المجتمعية من سابلة اليسار بعد نجاح ثورة السفارات بالسودان. وازداد طين الفوضى بلة لهوان البرهان على قحت. وبعد أن خشيت الدولة من الانهيار التام. أعادت قانون النظام العام. وقد استقبل الشارع ذلك الخبر بفرحة عارمة لأنه القادر على عودة الحياة الطبيعية. وعم الفرح بالأمس كل السودان عندما أصدرت محكمة أبوحجار بولاية سنار حكما قضائيا ضد عدد من المتهمين الذين قاموا بإغلاق طريق (سنجة — الدمازين) على خلفية تضرر عدد من أحياء المدينة بالسيول والأمطار. وحكمت المحكمة بالجلد “٢٥” جلدة مع الغرامة “٣٠٠” ألف جنيه أو السجن ستة أشهر فى حالة عدم الدفع لكل متهم. وفي تقديرنا إنه موسم خريف القانون قد بدأ. وليت (أمطار القانون) أن تكون شاملة لكل تهور صبياني لما يسمى بلجان القمامة وغاضبون ولجنة الأطباء الوهمية ومحامي (الطبالي) وغيرها من العفن اليساري. واقترح أن تكون عقوبة هؤلاء السفلة المشاركة الإجبارية في مناطق الزراعة. خاصة ومنظمة الفاو قد حذرت من مجاعة مقبلة على السودان. وما أحوج الفشقة والدالي والمزموم والمقينص وبوادي كردفان ووديان كسلا وسهول القضارف لمثل هذه السواعد الفتية التي أساءت الأدب عندما أمنت العقاب. وما جدوى سجن هؤلاء غير خسارة للدولة في الحراسة والأكل والشرب والصحة وغيرها من الخدمات. ولطالما أنهم خميرة عكننة في المجتمع يجب أن يكونوا ترسا في ماكينة الإنتاج بقوة القانون. وخلاصة الأمر نؤمن بأن قول الشاعر: (وللأوطان في دم كل حر *** يد سلفت ودين مستحق) لا ينطبق على هؤلاء. لأنهم لم يقدموا شيئا بتاتا للوطن غير العمالة. وليس هناك استعداد فطري أو تربوي لديهم لتسديد فاتورة الدين المستحق.