مقالات الرأي

أموال فولكر عدو الشعب السوداني


ليس هناك من شيء واحد يحملنا على أن نكذب (التائب) خالد عجوبة ؛ فالرجل قد بدا واثقًا من أقواله موضوعيًّا في طرحه متماسكًا في ترتيبه للأحداث واعيًا ما يقول صادعًا بالحقيقة كأنما يريد أن يستغفر من ذنب جناه مبرئًا ساحته أمام الله والناس حتى يقول القضاء كلمته في ما أتاه من جرائم..
ذلك الذي جعل كل أفراد الشعب يثقون بإفاداته ويتداولون مقاطعه بصورة واسعة وينتظرونها على أحر من الجمر متوجًا نفسه بلا منازع ملكًا لساحة عرض مخزيات أربعة طويلة وكشف فضائحهم و عوارهم وإعلانها للشعب طوال الأيام الماضية..
أكد سرقة وجدي صالح لشاشة أدرك من خلالها العالم أجمع أي نفس صغيرة دنيئة يحملها هذا التعيس وجدي بل أي دناءة وحقارة وتفاهة ونذالة ينطوي عليها هذا البعثي الفاسد الحقير؟!
وشاهد المجرم الكبير صلاح مناع وهو يسرق خلسة ساعة الرئيس عمر البشير من منزله بطريقة تؤكد احتراف هذا اللص و براعته الفائقة وقدرته الخارقة على السرقة والاختلاس دون حياء أو خجل٠
لذلك جاء حديثه عن الواقعتين مؤثرًا كشف هوان أعضاء هذه اللجنة ووضاعتهم وفسادهم الكبير..
لكن أكبر فساد حدث عنه في تقديري ووجد تداولًا كبيرًا وتفاعلاً عظيمًا هو كشفه للأموال الضخمة التي ظل يغدقها عدو الله والشعب المستعمر الجديد البغيض اللئيم فولكر على شباب المقاومة دعمًا وتشجيعًا لهم على تحريك الشارع وتسيير التظاهرات وتتريس الطرقات وضرب الشرطة وتهشيم سياراتها وإشعال الإطارات في الشوارع وتخريب المنشآت العامة والخاصة وتحطيم اللافتات..
نعم ظل يدفع أموالًا طائلة لأحزاب اليساريين ولقيادات لجان المقاومة ومنسقي الحراك ليكتشف الرأي العام أن هذه التظاهرات مدفوعة الأجر وممولة تمويلًا كاملًا من قبل المخابرات الأجنبية التي تسلم نصيبها لفولكر باعتباره الآن هو المتنفذ والحاكم الحقيقي للبلاد وصاحب القرار الأول والأخير فيها ومن ثم يقوم هو بتوزيعها على قيادات التظاهرات دون النظر لأمانتهم وورعهم ونزاهتهم في منح تلك الأموال وتقسيمها على (الثورجية) من عدمه فذاك أمر آخر سنأتي له لاحقًا٠٠ وبالتالي فإن هذه التظاهرات وبما انطوت عليه من تجاوزات وخروقات يقوم بتمويلها هذا المستعمر المستبد.
السؤال الملح ما الفائدة التي يجنيها هذا ((الفولكر)) من التظاهرات الإجابة سهلة وميسورة أنه يريد منها تحقيق شيئين الأول خلق مناخ دائم من البلبلة والعنف والهتر وجرجرة الخرطوم إلى مربع الفوضى والدمار والانفلات الأمني حتى لايحدث استقرار للأوضاع السياسية؛ فيسهل وقتها تقسيم البلاد بعد إنهاك الأجهزة الأمنية في تلك الحروبات والفتن الداخلية٠
والثاني فرض خيار تدخل القوات النظامية لحسم الفوضى بالقوة وهنا يتم التلويح لها باستخدام سيف العقوبات الدولية فتنحني طيعة منقادة كما يحدث الآن مستجيبة لكل توجيهاته دون إبطاء أو تردد أو مماطلة٠ وقتها سيفرض وصايته وأجندته يحمي من يشاء ويعز من يشاء ويعزل من يشاء ويقصي من يشاء ويعتقل من يشاء ويطلق سراح من يشاء٠
فولكر المجرم هذا هو الذي أطلق سراح أربعة طويلة رغم أنهم نهبوا وسرقوا و قتلوا وطغوا وبغوا واعتدوا و أفسدوا وجه بإطلاق سراحهم بحسبانهم خونة ضعاف نفوس ينفذون توجيهاته أنى وكيف شاء٠٠٠ وهو نفسه الذي يرفض الآن إطلاق سراح رموز الإسلاميين خوفًا من تأليبهم الشارع عليه وقيادته ضد توجهاته واطماعه الاستعمارية مستفيدًا من ضعف الفترة (الانتقامية) في عدم وجود حكومة قوية ذات سيادة وطنية ومشروعية تلبي احتياجات المواطنين وتحقق تطلعاتهم ورغباتهم و آمالهم..
لقد استمرأ فولكر التدخل السافر في شؤوننا الداخلية وآن الأوان أن يخرج الشعب كله مطالبًا بطرده وإخراجه صاغرًا على الفور البلاد فأية دقيقة يجلسها في الخرطوم تعني مزيد إشعال للفتنة والعصبية وتفكيك وحدة البلاد وتمزيق نسيجها الاجتماعي..
إنه لمحزن حقاً أن يكتشف الشعب أن هناك من يقوم بتتريس الطرق وإغلاقها في وجهه ويقف ساكنًا دون حراك فإن ذاك هو عدم المبالاة والجبن بعينه٠٠ وحتى لا نوصم بذلك علينا أن نتحرك فمن يا ترى يلتقط القفاز ويبادر بتأليب الشارع والدعوة للخروج عليه ؟! من؟!

عمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons