اتركوا ديمقراطية أمريكا الكذوب.. توجهو شرقاََ
هناك معلومة هامة يجب علينا جميعاً أن نعرفها، وأن لا ننساق وراء حملات أوروبا وأمريكا الكذوب في كلامهم المعسول عن الديمقراطية وغيرها من الشعارات الرنانة التي “تصدع” بها أمريكا والغرب رؤوسنا ليل نهار، فهي كلمات حق أريد بها باطل تجاه دولنا، وعلينا جميعاً ممارسة الديمقراطية الحقيقية بدلاً من “المعايرة”و “الإنبهار” بالديمقراطية الغربية، فهذه الدول لا تحكمها ديمقراطية حقيقية بقدر ما تحكمها “هواجس أمنية”.
– إن الجيوش والمخابرات هي من تحكم كل دول العالم ، وحتي الدول الغربية مثل فرنسا وبريطانيا وغيرها، لديها حساسية قوية جداً تجاه أمنها القومي، لذلك تتغول المخابرات الأمنية والعسكرية في كافة تفاصيل الحياة اليومية، وخاصة مع إنتشار الإرهاب الذي عمّ العالم، إزدادت شراسة المخابرات الغربية والأمريكية في التغول حتي في الحياة الشخصية للمواطن.
– وتزايدت ميزانيات الجيوش وإرتفعت لمستويات قياسية، فأمريكا وحدها تضاعفت الميزانية العسكرية أكثر من النصف، وهي ميزانية شبه مفتوحة خاصة في عهد #ترامب، فالأمن والجيش يستحوذان علي النصيب الأكبر في الميزانيات لتلك الدول.
– صحيح قد يقول شخص أن ميزانية التعليم والصحة هي أرقام ضخمة جداً إذا قارنها مثلاً مع الدول النامية، ولكن ذلك ليس معناه أن تلك الميزانيات للصحة والتعليم أكبر من الميزانية العسكرية، فضخامة تلك الميزانيات علي الخدمات التي تقدم للمواطن، ناتج من أن إقتصاديات تلك البلدان هي إقتصاديات كبيرة ومستقرة، لذلك عندما تقارن ميزانية الصحة مثلاً في أمريكا مع أي من الدول الإفريقية أو العربية تجد المقارنة منتفية في كثير من الدول، وهذا ناتج من أن الإقتصاد الأمريكي إقتصاد ضخم جداً مكّن الولايات المتحدة الأمريكية من التوسع في الصحة والتعليم والأبحاث وغيرها من الخدمات الإجتماعية، ولكن ليست تلك الميزانيات الإجتماعية أكبر من الميزانية العسكرية لأمريكا.
– إن النظرة الغربية للديمقراطية في منطقتنا، هي نظرة مصلحية فقط، فالغرب لايهمه أي ديمقراطية في أي دولة عربية أو إفريقية أو غيرها، فالغرب يريد أن يكون النظام الحاكم تابعاً له ويلبي مصالح الغرب، أو علي أقل تقدير لا ينافس الغرب في مصالحه، فشعارات الحرية وغيرها لايلقي لها الغرب بالاً والأمثلة كثيرة في منطقتنا، فالغرب وأمريكا يتخوفون فقط من أن النظام الذي يحكم لايكون تابعاً لهم.
– الغرب يريد تدمير الجيوش الإسلامية والعربية، فالثابت أن المسلمين فتحوا العالم بجيوشهم، ولذلك يسعي الغرب إلي إضعاف وتدمير هذه الجيوش، أو علي أقل تقدير تحييدها ونزع عقيدتها، لذلك يهدف الغرب إلي ديمقراطية تضعف الجيوش وتفككها.. كما حصل في العراق وأفغانستان.
– لذلك، فخطاب أن الجيوش غير مستهدفة وشيطنتها لا يخدم سوي المصالح الغربية، ورأينا ذلك عياناً في الدول التي فقدت جيوشها، فالديمقراطية الحقّة، لا تتعارض مع قوة الجيوش كما يروج الغرب، أو قنوات الفتنة وأبواقها مثل “الجزيرة” وذيولها من القنوات والصفحات والإعلام المسّير الذي يهدف في أساسه إلي إضعاف الدول بشيطنة جيوشها.
– فالطريق السليم، هو أن يكون لك جيش قوي ومخابرات قوية ترسم لك العدو والصليح، تبين لك أعداء البلاد داخلياً وخارجياً، تستند عليها في ديمقراطيتك وتقوي بها من ردعك، ولكن، هذا ما لاتريده لنا دول معادية، فهي تهدف إلي الوقيعة والفتن بين القوات النظامية لإضعافها وتفكيكها لتمرير أجنداتها ومطامعها.
– لذلك، ومما سبق، يجب علي الأحزاب أن توقف حملاتها ضد الجيش والدعم، فهذا لن يحقق غرضاً ولا يحل مشكلة، فالجيش والدعم والقوات النظامية الأخري هي شريك أصيل في الثورة وليست طرفاً ثانوياً ليرجع “ثكناته”، والتعاون وإعلاء المصلحة الوطنية هو المخرج والسبيل للنجاة من مخطط لا يستهدف كياناً أو حزباً إنما يهدف لتدمير الوطن أجمع بكل مؤسساته، والحملات الإعلامية لشيطنة القوات النظامية – بجهل أو علم – هذه الأيام ماهي إلا جزء من الخطّة، ويجب علي الجميع أن يتدارك خطورة الموقف الذي يحدق بالبلاد جمعاء.
– ختاماً، حفظ الله بلادنا من الفتن ما ظهر منها ومابطن، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والإستقرار، وعاش الشعب السوداني حراً أبياً، وعاشت القوات المسلحة والقوات النظامية يداً أمينة ودرعاً حصينة وقوة باطشة بكل من تسول له نفسه المساس بأمن وسيادة البلاد