الهيمنة المادية، والاستحواذ على الموارد الاقتصادية والثقافية، إلى جانب الانفراد بالقوة من أكثر العقائد المتأصلة لدى الولايات المتحدة الأمريكية ، حينما تريد لدولة ما أن تخضع لسياساتها، فيصبح استقلال العقل اول مصالحها ، فأصبح العلم المادي الاختزالي المطوَّر وسيلة لاستغلال الطبيعة وتدمير النظم البيئية بشكل كامل ، فقبل عدة أيام يشهد السودان اضطرابات متعددة في جانب التعليم حيث اضطرب عدد كبير من المعلمين عن العمل ، بسبب ضعف المرتبات وضعف البيئة التربوية ، فهذا سلوك وطني يجب أن يناقش داخل الدوله وضمن سياساتها ، فقرار السفارة الأمريكية لدعوة لجنة المعلمين، لمناقشة الأوضاع التعليمية وأسباب الإضراب ، يعد ذلك جزء كبير من الاستعمار الفكري للدولة ، وهذا اخطر انواع الاستعمار الجديد، بحيث أصبح العلم المادي الاختزالي المطوَّر وسيلة لاستغلال الطبيعة وتدمير النظم البيئية بشكل كامل ، فسابقا تسبب الاستعمار البريطاني للسودان باختزال كبير في جانب التعليم ، حيث قام الاستعمار بإعادة المناهج الدراسية ، وإدخال مواد جديدة كما قامت بتقويض المنهج القديم ، وتقليص عدد المدارس والمعاهد الإسلامية ، وجعل التعليم آنذاك تحت السيطرة الكاملة ليد المستعمر ، وإنشاء مراكز للخريجين وتدريبهم ليكونوا موظفين يخدمون مصالح الاستعمار، وبالتالي خَلْق نخبة جديدة في المجتمع المسلم مُتعاطفة مع المشروع الاستعماري .
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق