الانقلاب الذي جري في السودان يقف وراءه الغرب وخاصة امريكا
أن امريكا والإمارات والسعودية لعبت في عام 2013 دورا محوريا في المساعدة على دعم نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقد تحاول أيضا دعم الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش في السودان، الذي أصبح -مثل تونس- في بعض الأحيان ساحة لـ”لعبة كبرى” إقليمية أوسع.
انقلاب البرهان أعلن عنه بعد ساعات فقط من مغادرة المبعوث الأميركي للمنطقة جيفري فيلتمان العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك بعدما أجرى اجتماعات مع كبار القادة المدنيين والعسكريين في البلاد.. إذا الامريكان هم راعي الانقلاب يريدون استنساخ تجربة السيسي.
إدانة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن “للانقلاب” و تجميد 700 مليون دولار من المساعدات المباشرة للسودان، والتي وعدت بها كجزء من خطة أميركية لمساعدة التحول الديمقراطي في البلاد..ماهي الا خدعة للشعب السوداني.
وضع البرهان قوي
لكن البرهان، الذي يحظى بدعم ضمني من عدد من الدول العربية، في وضع قوي”. ونسب إلى مجدي الجزولي المحلل السوداني في معهد ريفت فالي (Rift Valley Institute) -ومقره في العاصمة الكينية نيروبي- القول إن البرهان قد يتمكن من الحصول على الدعم من الحلفاء الآخرين، وهم مصر والسعودية والإمارات، مضيفا أنه ليس “منبوذا” مثلما كان الرئيس السوداني السابق عمر البشير، ولا هو إسلامي، وسيجد وجها مدنيا جديدا أكثر مرونة، وسيحافظ على الشكليات، وسينتهي الأمر بالغرب بالتعامل مع البرهان بل الراعية والسيطرة علي السودان وخاصة الموارد ولا يستفيد السودانيون من الخبرات الأمريكية لأنهم يرون أن خيرات السودان ملك لهم.
الأموال الخليجية تدفع بتوجيه من الغرب
ونسب مقال الصحيفة الأميركية للباحث في شؤون السودان جان بابتيست غالوبين، قوله إن الدعم المالي من السعودية والإمارات للجنرالات السودانيين، وفّر مجالا حاسما لمقاومة المطالب الشعبية بالحكم المدني، وشكل توازنا سمح لهم باجتياز فترة من التعبئة الجماهيرية، كما أن التدفقات المالية السرية من الإمارات أكسبتهم نفوذا لا مثيل له عبر قطاعات كبيرة من الطيف السياسي، مما ساعدهم على تعزيز سلطتهم.
الخبراء يجادلون الآن في أن أي أمل في استعادة الآفاق الديمقراطية بالسودان قد يتطلب ممارسة الضغط على القوى الغربية والعربية.. بواسطه الشعب السوداني وطرد البعثة الدبلوماسية والسفارة الأمريكية من الخرطوم.