التسويةالسودانية هي الحل… يا برهان
الإتجاه إلى (الطريق الثالث) ويمكن مشاهدته في جميع أجزاء السودان، وان كانت مختلفة في توجهاتها الفكرية، والسياسية، لكنهم متفقين على مستوى المشاعر، حيث أصبح الاتجاه الي الطريق الثالث ضرورة عملية فقط، وليس من باب الاعتقاد. هذه الظاهرة تعبر عن نفسها بأسلوب مختلف وسط السودانيين، بعد ان كان الاستقطاب العقائدي اكثر وضوحا، وكان الحديث عن طريق ثالث او (وسط) صعبآ، ومشكوكآ فيه. لكن الان يجب ان يطرح وبقوه فهذه البلاد اصبحت غير قادرة على سلوك اي طريق متطرف، فالراي العام منقسم وغير قابل للتصالح بين حركات، واحزاب يمينية ويسارية. اما الوسط محدود جدآ، او انه قد تلاشى. ذلك لان السودان تصطدم فيه اكبر عقيدتين متصلبتين في التاريخ (اليمين واليسار) اللذان انهكهما الصراع الذي لا منتصر فيه.
نحن لا نستطيع أن نقول اي نوع من الانطباع تركتة الثورة السودانية في عقول السودانيين اليوم، ولكننا نفترض انها خلقت نوع من الكراهية، تجاه اي ثورة أخرى وذلك بسبب ما الت إليه الأوضاع الان، قبل الحرب الأهلية. حيث خلقت قيادات لا اتساق فيها ولا ثبات من العسكريين والمدنيين معآ.
من المتوقع في المستقبل ان يقبل السودانيين جميع الحلول التي ستنهي هذا الحال المائل (لا وصف له) وتنهي الأوضاع المتطرفة وتداخل السلطات وتعيد الحاكميه لمن يقدرها ويحمل أمانة هذا البلد. لانه في الأغلب لن تقف حركة التاريخ عندك بهذا الشكل. وانت صاحب موقف برجماتي تراضي جميع الأطراف علي حساب المؤسسة العريقة والشعب الذي اصيب في معاشه، ودينه، وانسانيته سيظل المحك الأكبر هو ان تتشجع وتشكل حكومة بأسرع وقت ورئيس وزراء يتحمل المسؤولية، او ان تكون أكثر شجاعه وتعسكر الدولة وكلنا يعلم كيف تكون عسكرة الدولة، اما ان تننظر من يعسكرها بدلك هذا ان لم تحدث الفوضى.