التسيير الأجنبي وكراعنا في رقبتنا
(غصباً عننا وقَّعنا، كراعنا في رقبتا وقَّعنا)(كان قلنا مافي تدخلات كضبنا، كان قلنا ما مسيرانا السفارات كضبنا ، لكن دا بإرادتنا نحن وبطوعنا نحن وباختيارنا نحن ، لكن برضو يا جماعة الاتفاق الماشي دا نحن مؤيدنو وماشين فيه ) ، من الواضح أن “مبادئه” تقبل بالتسيير الأجنبي، وأن مستوى فهمه يجعله يعتقد أن القبول يتوقف على طريقة التسيير ، أي أن يكون كرهاً أو طوعاً، فقد كان (في الماضي القريب) يرى أنه إذا أتى (غصباً عنهم وكراعهم في رقبتهم) ، فهذا يجعله مقبولاً، وأصبح الآن يرى بأن القبول يأتي من الطوع والإرادة والاختيار ، بما أن حجته الأخيرة التي برر بها التسيير الأجنبي هي أنه طوعي واختياري.وبما أن الأصل هو أن المؤيدين عادةً يدعمون حجة من يؤيدون.وبما أنه ، حسب متابعاتي ، لم ينبري أي أحد للدفاع عن الطوع والاختيار والإرادة كحجة مقنعة، ولم يعدِّد الأدلة التي تؤكد هذا الطوع.فإن هذا يؤكد بأن الجميع مقتنعون في قرارة أنفسهم بأن ما اعترف به يشكل فضيحة مكتملة الأركان ولا تقبل الدفاع ، هذا الاعتراف أخطر من أن يكتفي المعنيون به من المسيِّرين والمسيَّرين بالرد عليه بثلاث كلمات :(التسوية يمتلكها السودانيون) دون أن يسمَّوا من يردون عليه.ودون أن يقدموا أدلة مقنعة تثبت هذا الامتلاك الذي ذهل عنه أكبر المدافعين عن التسوية، حتى لو صحَّت عبارة (التسوية يمتلكها السودانيون)، أي لو كان السودانيون الذين اشتركوا فيها هم الذين صنعوها.بحيث اكتفى الأجانب بالتسهيل، حتى لو صحَّ هذا فإنه لن يكون تشويهاً للحقيقة إذا أكمل أحدهم العبارة لتكون:(التسوية يمتلكها السودانيون الذين يقولون “حنباري السفارات سفارة”) ، صاحب الاعتراف هو أحد أعمدة المكون العسكري، وبالتالي هو الأحق من المسيِّرين، ومن المستفيدين من التسيير بتوصيف طبيعة الضغوط.التي تعرضوا لها كمكون عسكري، وما إذا كانت تقف عند سقف التسهيل أو تتجاوزه إلى التسيير ، كرر النائب في أكثر من مناسبة حتى قبل أن يعترف بالتسيير الأجنبي : ( الاتفاق الماشي دا نحن نؤيده).ومن يتمعَّن في هذه العبارة سيكتشف أنها تحمل معنى أنه ليس طرفاً صانعاً للاتفاق، وإنما مجرد صانع للتأييد العسكري له ، وهذا التأييد العسكري يعطي صحة مطلقة للعبارة :قبل أن تكون التسوية الجارية ديكتاتورية قحتية، فهي ديكتاتورية عسكرية، وقبل ذلك ديكتاتورية أجنبية !. فشرعية التسيير الأجنبي، وشرعية التسوية التي نتجت عنه، وبالتالي شرعية الحكومة القادمة، حسب ماقاله النائب بنفسه، تأتي من “تأييدهم” كعسكرين.فلا هو ولا غيره، قال، أو يستطيع أن يقول، إن التسيير الأجنبي هو خيار جماهيري يعطي الشرعية للتسوية ولحكومتها ، عندما بلغ هوانه أمام الأجانب مستوى الإذعان التام/التسيير الطوعي، تفرعن على السودانيين.وقال لهم بلهجة الآمر المتحدي يجب أن تذعنوا لإرادتنا لأننا سنمضي في هذه التسوية (رضي الناس أو أبوا ) ، وعندما وجد أن مقولة ( رضي الناس أو أبوا ) صادمة، خففها باستثناء خاص للناس (المكتوبين في الورقة.من قبل أن يحضر من الجنينة) أي الذين اصطفاهم المسيرون الأجانب، ثم المعزومين على (الورش) من حملة السلاح ، إذا كانت السفارات منذ الأيام الأولى لانقلاب اللجنة الأمنية قد اعتبرت أهم تغيير، يعنيها بصورة مباشرة.هو انتقالها من (عطالة) أيام الإنقاذ إلى العمل/محاولة التسيير، كما شهد جعفر حسن :(أي سفارة كانت عاطلة ما عندها شغل، اليومين دي جابت اللستة حقتها وقالت عينوها لي) .إذا كان هذا هو الحال منذ البداية فيما يخص أحلام التسيير.فهل سيكتفي السفراء بالتسيير الجزئي في شكل مطالب بتعيينات هنا وهناك.أم سينتقلون إلى العمل من أجل التسيير الكامل عندما يسمعون حديث التسيير الطوعي من أعلى سلطة إضافة إلى أقوال ، جعفر حسن ، حنباري السفارات سفارة سفارة ) ، مريم الصادق : ( حكامنا يتلقون آراءهم وتعليماتهم وتوجيهاتهم من الخارج ) ، مريم الصادق ، العالم سيخطط لنا لأننا رمانة ميزان، يجب ألا نتهم العالم ) ..▪️ كمال عمر : ( التسوية ومشروعات الصلح والتوقيع على مشروع الدستور الانتقالي كله تم بفعل المجتمع الدولي ) ، عندما حضر السفير الأمريكي إلى السودان ظن الكثيرون أن هذه خطوة متقدمة في الاعتراف بالوضع القائم الذي لا تتسلط فيه أقلية حزبية.أو لدعم الانتقال من حالة الهروب من الديمقراطية إلى الديمقراطية، ولم يتوقعوا بأن حضوره يمثل حضور المتسلط/المسيِّر الأول.والقحاطي الأول، والأكثر تسلطاً من عرمان وجعفر والفكي، وحتى من فولكر نفسه ، يجب ألا يستغرب الناس من الإلحاح على التذكير بأن أطراف التسوية مُتوافَق عليها سلفاً.وأن هذا “التوافق” هو الكلمة الفصل التي يجب أن يرضخ الجميع لها، ببساطة لأن القوم يريدون حكومةً منسجمة لا نشاذ فيها.وإذا أحصى الناس القوى المستبعدة سيجدون أن القاسم المشترك بينها هو رفض التخطيط والتسيير الأجنبي.وهذا يجعل القبول بها يمثل “إغراقاً” حقيقياً يفسد الانسجام المطلوب لحكومة تتأسس على التسيير الطوعي ، أعلن طرفا التسوية مواقفهما من “التخطيط” و”التسيير” بكل وضوح، والكرة الآن في ملعب القوى الوطنية التي ترفض كليهما.لتثبت أن موقفها ليس مجرد كلام لايغير شيئاً، ولايزعج، ولايحرج، المتبجحين، ولا يحوِّجهم إلى أكثر من ثلاث كلمات.يدسونها وسط البيانات والتصريحات عن امتلاك السودانيين للتسوية.وإنما كلام يتبعه عمل حقيقي وقوي بما يزيد على إرادة التسيير الخارجية وما يمنع الطوع والاختيار الداخلي .