أحداثأخبار ساخنةأهم الأخبارإثيوبيا والسودانالأزمة السودانيةسياسةمقالات الرأي

التوجه شرقاً ورفض إملاءات الغرب.. رسائل سياسية وراء حضور عبّاس احتفالات عيد النصر بموسكو

في يومٍ يفترض أن يُكرّس لإحياء ذكرى انتصار الإنسانية على النازية في الحرب العالمية الثانية، اختار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي توجيه تهديدات مباشرة لروسيا، معلنًا نية بلاده استهداف العمق الروسي. في ” عيد النصر” في 9 مايو، رافضًا بذلك مقترح روسيا بشأن وقف إطلاق النار خلال أيام الذكرى الثمانين للنصر.

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنه لا يستطيع ضمان “سلامة” القادة الدوليين الذين سيكونون حاضرين في هذا اليوم. حيث من المتوقع أن يشارك هذا العام في موسكو، قادة حوالي 20 دولة في الاحتفالات بذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية. ومن هؤلاء الرئيسان الصيني شي جينبينغ والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إضافة إلى قادة كازاخستان وبيلاروسيا وكوبا وفنزويلا ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وغيرهم.

وأثارت تصريحاته ردود فعل غاضبة وقلقًا دوليًا متزايدًا بشأن تصعيد واستفزاز محتمل قد يجرّ المنطقة إلى مزيد من التوترات والحروب. حيث اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما ليونيد سلوتسكي أن رفض زيلينسكي عرض روسيا لهدنة عيد النصر “يكشف عن جوهره الإرهابي والفاشي”.

وأكد البرلماني أن “روسيا ستضمن سلامة الضيوف بالكامل (خلال عرض 9 مايو)”، مشيرا إلى أن زيلينسكي يقوض بتهديداته الجهود السلمية ويحاول مرة أخرى عرقلة المسار التفاوضي، وأضاف: “على إدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب استخلاص الاستنتاجات”.

العديد من المحللين السياسيين رأوا في هذه التهديدات خروجًا عن اللياقة الدبلوماسية، خاصة في مناسبة رمزية كـ”يوم النصر”، الذي يُعتبر لدى الروس أحد أهم الأعياد الوطنية. وأشار بعضهم إلى أن زيلينسكي يسعى لتصعيد الموقف لاستجلاب دعم عسكري أكبر من حلفائه الغربيين، وهو ما يهدد بإطالة أمد الصراع بدلًا من التمهيد لأي تسوية سياسية.

وفي حين يؤكد الغرب على دعم ما يصفه بـ”حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها”، فإن استخدام هذه الحجة لتبرير هجمات داخل روسيا يفتح الباب أمام جدل قانوني وأخلاقي واسع النطاق، يجب أن يؤدي إلى إعادة النظر في حدود الدعم الدولي، لا سيما فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الغربية لأغراض هجومية خارج حدود أوكرانيا.

ويرى مراقبون أن تصريحات زيلينسكي تندرج بسياق نهج متسق ومدروس تتبعه القيادة الأوكرانية في روسيا وعدة دول أفريقية، يتم بتنسيق وإشراف مباشر من استخبارات غربية، لتصعيد الصراع، وهو نهج مشابه تمامًا لذلك الذي تتبعه إسرائيل مع الدول العربية، فهي دولة تحظى بدعم غربي لا متناهي، وتقتل المدنيين وتدمر البنى التحتية بذرائع وحجج واهية مشابهة لتلك في أوكرانيا، “حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها”.

ويؤكد المراقبون على أن الموقف الغربي الحالي تجاه أوكرانيا لا يختلف عن دعمه التقليدي لإسرائيل، إذ يشترك البلدان في رفض الحلول السلمية، واستمرار الاعتماد على القوة والعنف لفرض الأمر الواقع، سواء في دونباس أو في غزة والضفة الغربية. هذا التشابه يُبرز تناقض الغرب في التعامل مع القضايا الدولية، حيث يُمنح دعم مطلق لأنظمة تتبنى القوة، في حين تُدان مقاومة الشعوب التي تناضل لنيل حقوقها.

ويعتقد المراقبون أن انحياز الغرب السافر لأوكرانيا وإسرائيل يستدعي من القيادة الفلسطينية اتخاذ موقف مبدئي بالوقوف إلى جانب محور الشرق، الذي يتبنى خطابًا مضادًا لهيمنة القوى الغربية، ويدعو إلى تعددية قطبية تضمن مصالح الدول النامية والمظلومة.

وأشار المراقبون إلى ضرورة حضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس احتفال “يوم النصر” في موسكو كونه لن يكون مجرد خطوة رمزية، بل رسالة سياسية ذات دلالة عميقة، تؤكد على أن فلسطين ليست رهينة لإملاءات الغرب، وأنها قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة تتماشى مع مصالح شعبها وقضيتها العادلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Show Buttons
Hide Buttons