الثورة المصنوعة والمفقودة
كنت أتمنى ان اقابل أصحاب الشعارات التي كان تطلق ابان انطلاق ( ثورة ديسمبر 2019 م ) مثل الذين كانوا يتنادون بعبارة ( الشاي الشاي ومعاهو كيكة ) وامثال من كان يقول (الجوع ولا الكيزان ) ومن كان يبث لنا اخبار بان المانيا تتعد بان تقدم مساعدات بمبلغ 70 مليار دولار بمجرد سقوط الكيزان ،، وامثال من كان يقول لنا بان الكيزان سرقوا 64 مليار وهي موجوده في ماليزيا ،،، حتى اقيس كيف كانوا قبل الثورة وكيف أصبحوا من بعد الثورة وكيف اصبح حالهم الاقتصادي والأمني والخ الخ .
عندما شاهدت مقاطع الفيديوهات ، وتسجيلات وتوثيقات لبعض النشطاء (قبل الثورة ،، واثناء الثورة ،، وبعد استلام البعض منهم لمناصب دستورية او إدارية ) وبالرجوع لتلك التسجيلات ( الفيديوهات والتسجيلات الصوتية لهم ) اكتشفنا بان ( 99 % تقريبا ) من النشطاء كانوا منافقين وكاذبين من الدرجة الاولى و استثني منهم وأقول ( الا من رحم ربي منهم كان لديه مصداقية .
خاصة تسجيلات (بعض ممن استلم منصبا) ، وجدت انهم تفوقوا على (مسيلمة وابن سلول في النفاق والكذب ) على الشعب وعلى البسطاء من الناس ، وعلمت بان المواقف السياسية لدى البعض تعتمد على المصلحة الشخصية في المقام الأول ، وعلى المكاسب المادية والامتيازات قبل المصلحة للوطن ، وان بعض العبارات والشعارات التي كانت تطلق هي فقط من اجل (خداع وصناعة القطيع ) ممن يتبع الشعارات وهو لا يعلم إلى أين تتم قيادته .
طبعا كل من يقرأ حديثي هذا أعلاه اول ما يفكر فيه ان يتهمني باني (كوز ) او يقول في احسن الظروف بانني ( كوز مندس ) ، و كل هذه الاتهامات لا تهمني |،، فانا لا يشرفني الانتساب لاي جهة ايديولوجية ، ولا لاية جهة تحمل في بواطن صدرها الخيانة للوطن والعمالة للأجنبي و للسفارات باسم الوطنية الكاذبة ،، بينما قلب البعض هو مربط و( ينبوع للنفاق – Fountain of hypocrisy ) باسم الوطنية وقد انكشف الغطاء عن البعض واصبحوا ( ام فكو) ،، والانتخابات القادمة سوف تعلن سقطوهم ونهايتهم من المشهد السياسي ،، لذلك هم لا رغبة لهم في قيام الانتخابات فهي الكرت الفاضح لهم .
لا يوجد عاقل يطالب المجلس العسكري تسليم السلطة بدون انتخابات الا ان يكون شخص (مريض فكريا وعقليا) ولا يعتمد ولا يعتد بحديثه، فان تسليم حكم البلاد بدون انتخابات ذلك يعني (قيام ثورة أهلية) وهذا لن يكون مقبولا لاي صاحب عقل، والذين يتحدثون بعبارات (اللاءات الثلاثة الجديدة – لا تفاوض – لا مساومة- لا شراكة) ، لهم حلم لن يتحقق ،،، هو العودة لمنصبة الحكم بدون انتخابات ، وهذا لن يكون ،، وهم بذلك يدعون إلى قيام حرب أهلية بصورة مباشرة وربما هم لا يعلمون بان دعوتهم هي دعوة قيام حرب أهلية .
فمن من الأحزاب او الجماعات يمكنه ان يقبل لشخص بان يستلم السلطة بدون انتخابات او تفويض رسمي من الشعب ،، ومن يظن بان الشعب يقف في صفه عليه ان يحتكم للصندوق في الانتخابات ، او يأت ويعترف بانه كاذب ومنافق وأنه لا يمتلك القاعدة التي تصل به للحكم وبالتالي يريد المحاصصة السرية والتفاوض ( تحت الطاولة ) وهذا مع الشرفاء غير مقبول .
معظم الشعب بات يعلم بان الثورة أصبحت مفقودة وأنها لم تأت بمن كان يتوقع أن يكون على يده الانفراج الاقتصادي والصحي والتعليمي ،، وأن شعارات الثورة ( الأغلبية منها ) هي عبارات تم إطلاقها للمكاسب الحزبية والشخصية في المقام الأول ، وأنها أصبحت ( لا قيمة فيها ولا مخرجات تأتي منها ) غير انها تسجل في التاريخ بأنها شعارات عمياء لصورة لم تحقق ولو ( 1 % ) مما كنا كلنا نأمل فيها.
وهيهات هيهات ان يتم اصلاح حال البلاد بمثل هذه الشعارات التي تصب في عقول البعض ممن يتبع الشعارات بدون تفعيل علم الإحصاء في معرفة سلبيات وايجابيات هذه الشعارات ،
وسؤال أخير
اين مبلغ (الـ 64 مليار دولار التي في ماليزيا ) ،، وأين من قالها وأين موقفه من الشعب السوداني الان.. دعونا نصدقه.. فقط عليه ان يحضر لنا ما يثبت ما قال ، او لنا الحق أن تنعته باللقب المناسب له في حال عدم الاثبات بالدليل المستندي ؟
جلال