الحرب بين إسرائيل وحماس.. ومعركة الأبراج في غزة تدفع بالتصعيد
كثف دبلوماسيون أميركيون وعرب جهودهم في محاولة لوضع حد لأعمال العنف بينما أضاءت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس السماء في المنطقة، ودفعت المدنيين إلى الإسراع نحو المخابئ.
وجدد الطيران الإسرائيلي غاراته الجوية على غزة في ساعة مبكرة من صباح السبت، 15 مايو، وردت حركة “حماس” بإطلاق صواريخ على إسرائيل مع دخول المعركة بين الطرفين يومها السادس، في حين وصل موفد أميركي لإجراء محادثات.
وشن الجيش الإسرائيلي السبت ضربةً على مبنى من 13 طبقة في قطاع غزة، يضم مكاتب شبكة الجزيرة القطرية ووكالة “أسوشييتد برس” الأميركية للأنباء، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية. وقال مراسل لـ”رويترز” إن مالك المبنى تلقى تحذيراً مسبقاً من هجوم صاروخي إسرائيلي وشيك وتم إخلاء المبنى الذي يضم أيضاً عددًا من الشقق والمكاتب الأخرى.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القصف استهدف مبنى إعلامياً يضم “الاستخبارات العسكرية التابعة لحماس”، مضيفاً أنه حذر من كانوا داخل المبنى قبل قصفه وأتاح “وقتاً كافياً لإخلائه”.
الرئيس التنفيذي لوكالة “أسوشييتد برس”، غاري برويت، قال من جهته إن المؤسسة الإعلامية الأميركية “أصيبت بالصدمة والذعر” بعد قصف المبنى. وأضاف في بيان، “إنهم يعرفون منذ فترة طويلة موقع مكتبنا ويعرفون أن الصحافيين كانوا هناك”. وأضاف أنه تم تحذير المؤسسة من الضربة وتم إجلاء الصحافيين في الوقت المناسب.
وفي ضوء الضربة، غردت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قائلةً “قلنا للإسرائيليين مباشرة إن ضمان سلامة الصحافيين ووسائل الإعلام المستقلة مسؤولية بالغة الأهمية”.
ولاحقاً، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي جو بايدن، أن إسرائيل “تفعل كل ما في وسعها لتجنب الإضرار” بالأشخاص الذي لا يشاركون في قتالها مع حماس وجماعات أخرى في غزة.
قتل 10 أفراد من عائلة فلسطينية واحدة
وطبقاً لملخص اتصال هاتفي نشره مكتب نتنياهو، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بايدن بأن الأشخاص “غير المشاركين تم إجلاؤهم” من المبنى الذي قصف في غزة. وجاء في البيان، “رئيس الوزراء نتنياهو شكر الرئيس (بايدن) لدعم الولايات المتحدة لحقنا في الدفاع عن أنفسنا”.
كما قال متحدث باسم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن الأخير تلقى مكالمة هاتفية مهمة السبت من الرئيس الأميركي. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن بايدن حث في أول اتصال يجريه مع الرئيس الفلسطيني منذ توليه منصبه في يناير الماضي، على الهدوء بين إسرائيل وغزة.
في المقابل، أعلن البيت الأبيض في بيان أن بايدن شدد خلال المكالمة مع عباس “على ضرورة أن توقف حماس استهداف اسرائيل بالصواريخ”، كما “أكد التزامه القوي بحل الدولتين عبر التفاوض باعتباره أفضل طريق للتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني”.
كذلك أفاد البيت الأبيض بأن بايدن تحدث مع نتنياهو وأكّد على “الدعم القوي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من الهجمات الصاروخية من حماس والجماعات الإرهابية الأخرى في غزة”، لكنه أعرب عن قلقه “البالغ” إزاء أعمال العنف الأخيرة.
ومع استمرار انقطاع الكهرباء في غزة، فتحت مصر السبت معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، للسماح بدخول 10 سيارات إسعاف تنقل فلسطينيين مصابين بجروح خطيرة لتلقي العلاج في مستشفيات مصرية، حسب مسؤولين طبيين.
وصباح السبت، قتل 10 أفراد من عائلة فلسطينية واحدة جرّاء ضربة جوية إسرائيلية استهدفت غزة، وفق ما أفاد مسعفون في القطاع الفلسطيني، وقتل ثمانية أطفال وامرأتان، جميعهم من عائلة أبو حطب، جراء انهيار مبنى من ثلاثة طوابق في مخيم الشاطئ للاجئين بعد ضربة إسرائيلية.
ودان رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، اسماعيل هنية، في بيان، “المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال” في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، محملاً إسرائيل “المسؤولية الكاملة عن استمرار استهداف المدنيين والآمنين، ونؤكد أن المقاومة سوف تواصل الدفاع عن شعبها الأبي”.
زوارق البحرية الإسرائيلية
وقال مسعفون فلسطينيون، إن ما لا يقل عن أربعة لقوا حتفهم بهجمات جوية في شمال غزة. وقال سكان إن زوارق البحرية الإسرائيلية أطلقت قذائف من البحر المتوسط رغم عدم إصابة أي منها القطاع.
وقالت وزارة الشؤون الدينية الفلسطينية، إن الطيران الإسرائيلي دمر مسجداً. وقال متحدث عسكري إن الجيش يتحرى عن صحة هذا النبأ.في المقابل، قُتل إسرائيلي السبت بعدما أصاب صاروخ أُطلق من غزة مبنى في منطقة قريبة من تل أبيب، وفق ما أفادت الشرطة ومصادر طبية.
وقال الناطق باسم الشرطة، ميكي روزنفيلد، على “تويتر”، “تحديث للضربة الصاروخية على رمات غان، قُتل رجل”.
وقالت حركة حماس إنها شنت هجوماً صاروخياً رداً على ضربة إسرائيلية استهدفت “نساءً وأطفالاً” في غزة. وبعيد ذلك، دوت صافرات الإنذار في تل أبيب.
وفي جنوب إسرائيل، لم يتوقف دوي صفارات الإنذار ليل الجمعة السبت، مع إطلاق نحو 300 صاروخ من غزة. وأعلنت “حماس” مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.
من جانبها، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن صاروخاً استهدف مخزناً لوجيستياً يضم مواد سريعة الاشتعال في ميناء أسدود ما أدى إلى اندلاع حريق ضخم، ونشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو للانفجار الذي نجم عن سقوط الصاروخ في المصنع، وقال في تغريدة، “شاهدوا الأضرار بنفسكم. هذا لن يمر من دون رد”.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت ليل الجمعة السبت “مكتب عمليات” تابعاً لحماس بالقرب من وسط مدينة غزة، بضربات ليلية إضافية استهدفت ما أسماه الجيش “مواقع إطلاق” صواريخ تحت الأرض. كما قصفت “موقعاً للاستخبارات العسكرية” و”مواقع إطلاق صواريخ أرض-أرض” و”مجموعتين إرهابيين”، وفق ما كتب الجيش في تغريدة على “تويتر”.