السودان تحت الوصاية الثلاثة دول الترويكا
من يقرأ بيان دول الترويكا بعد استقالة حمدوك يمكنه أن يقرأ ما بين السطور ما يجري خلف الكواليس وداخل الغرف المغلقة بين ممثلي دول الترويكا والمنظومة الحاكمة وعلي رأسها المكون العسكري!
البيان يكشف الي حد كبير مدي الثقة و الجرأة وعدم الشعور بالحرج لدي هذه الدول وهي تضع شروط ومسارات محددة لكيفية ترتيب البيت السوداني بعد ذهاب حمدوك !
بيان دول الترويكا يعني ببساطة أن ما يسمي بمجلس السيادة الانتقالي يجب أن يخضع لرؤية دول الترويكا اذا اراد ان يختار رئيس وزارة جديد خلفا” لحمدوك ! بغير ذلك لن يتم الاعتراف بأي اختيار لا يلبي شروط الترويكا …
الأمر الثاني: بيان دول الترويكا يحدد بوضوح من يجب اشراكهم في اختيار رئيس الوزراء : من النساء والشباب وحتي الاطفال !!
وهذا يعني ببساطة ان ممثلي الترويكا لديهم قوائم لمنظمات نسائية وشبابية معلومة يريدون فرض رؤاها في الاختيار!
بمعني أن ما عجزت عنه تلك المكونات والمجموعات العلمانية واليسارية في تحقيقه عبر الشارع : تبنته مجموعة الترويكا ووضعته في شكل تحذيرات واشتراطات للعسكر ؟؟
هذه الجرأة والوقاحة لدول الترويكا في نظرنا لم تأت فجأة !، ولكنها نتيجة اختبار و ترويض طويل المدي للقوي الفاعلة في الساحة السودانية وعلي رأسها المكون العسكري ومجلس السيادة ! بعد ان تبين لهم مدي الضعف والتردد وعدم الشعور بالثقة وانعدام الشعور بالسيادة الحقيقية لدي المجلس …!!
ذهاب حمدوك يبدو أنه أصاب دول الترويكا بالاحباط والحيرة والارتباك ! لم يكن لديهم البديل الجاهز لحمدوك الذي يتبع نفس الخطي وينفذ برنامج التبعية للغرب !
ولذلك يتم وضع الشروط والتحذيرات لكيفية إختيار رئيس الوزراء القادم ..
السؤال هنا : هل نتوقع اي رد فعل قوي من المجلس السيادي تجاه موقف دول الترويكا في قضية داخلية وفي امر سيادي لا يخص تلك الدول بأي حال من الأحوال؟؟
أم أننا امام قول المتنبئ:
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ
ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ !!
الله غالب.