السودان..هجرة الكوادر الطبية من أكبر المشاكل التي تواجه القطاع الصحي
هجرة الكوادر الطبية من أكبر المشاكل التي تواجه القطاع الصحي حسب تصريحات مدير عام وزارة الصحة في السودان بولاية الخرطوم، د. محجوب تاج السر منوفلي، يوم الأربعاء.
ولعب الأطباء دوراً بارزاً في الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام المخلوع عمر البشير في أبريل 2019.
أسباب هجرة الكوادر الطبية:
وتعمد النظام البائد دفع الأطباء للهجرة، خشية وحدتهم النقابية، ولإفساح المجال لتمكين الموالين في القطاع الصحي الحيوي والمهم. وسبق أن قال وزير مالية النظام المخلوع، علي محمود عبد الرسول، بأن السودان يصدر (الذهب والنبق والدكاترة).
ووقع منوفلي على اتفاق مع (منظمة جسر العطاء) على اتفاق تعاون يهدف لتدريب عدد من الطالبات في مدرسة القابلات ببحري. وأضاف منوفلي بعد التوقيع بأن الحل لمشكلة هجرة الأطباء، يتمثل في العمل على توسيع مواعين التدريب والاهتمام بالكوادر الطبية. وأشار منوفلي إلى أن الوزارة تعمل على تأهيل اعداد كبيرة من الكوادر لسد الفجوة الماثلة.
وبموجب العقد أسندت للمنظمة مهام دفع تكلفة تدريب الطالبات وتقديم الدعم اللازم، فضلاً عن صيانة المراكز والمدارس المصلحية لتدريب القابلات.
ونوه المشرف الإداري على مراكز ومدارس التدريب، حافظ صديق، إن الطالبات يغطين ولايات شمال كردفان وجنوب دارفور بجانب ولاية الخرطوم.
نضال الأطباء:
وكانت لجنة الأطباء المركزية أحد أهم مكونات تجمع المهنيين السودانيين الذي نظم التحركات الشعبية ضد الحكم الديكتاتوري. وحاول النظام البائد كسر شوكة الأطباء، بإهمال المشافي الحكومية والتعليمية، والتوسع في كليات الطب من دون أن يقابل ذلك توسع في الوظائف.
وعمد النظام البائد خصخة المستشفيات، وتحويل العلاج إلى سلعة، وأوكل الوزارة إلى رجالاته من أصحاب الاستثمارات الكبيرة في القطاع الطبي. وأدت هذه السياسات، مع شح فرص التخصص، إلى هجرات واسعة للأطباء إلى خارج البلاد.
ودخل الأطباء في عدة إضرابات عن العمل، احتجاجاً على الاعتداءات بحقهم، وللمطالبة بتحسين الشروط الوظيفية.
وفقد أحد الأطباء عينه مؤخراً في اعتداء شنه عليه مرافقي مريضة بأحدى مشافي حاضرة الجزيرة، ود مدني. ويبرر المعتدين على الأطباء أفعالهم بتعرضهم للإهمال والمعاملة غير الإنسانية والمغالاة في الأسعار، فيما يؤكد الأطباء أن جهودهم لا تجد التقدير الكافي، كونهم يعملون في ظل ظروف صعبة، ونقص كبير في الكادر والمعدات العلاجية والتشخيصية.