الغرب وإدارة السودان عبر السفارات والوفود
بعد قيام الثورة المصنوعة أصبحت البلد محكومة بالريموت كنترول. وما أكثر الأقمار الإصطناعية التي تبث منها شاشة الحكم في بلادنا. تارة قمر السفارات (على عينك يا تاجر). وتارة أخرى قمر الوفود الزائرة. وتارات أخرى (أقمار تانية حامياني). وكما تابع الشارع زيارة الوفد الأمريكي الأخير الذي وضع خارطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة تتفق ومصلحته. واليوم سوف تكتمل الدائرة الشريرة كما نقلت مواقع إخبارية زيارة الرئيس المصري بعد ساعات. وبلاشك هدفها البحث عن مصلحة مصر في سودان العجائب والمحن (التور كان وقع بتكتر سكاكينو). السؤال الجوهري: متى يستشعر الساسة الخطر الداهم والمحدق بالوطن. وربما أبالغ إن قلت: (إن الكل واضع يده على قلبه. وحتى الأجنة في أرحام أمهاتهم أصابهم الهلع والخوف من لعب الكبار بالنار). يا ساسة دعونا من اتفاقكم القديم (اتفقنا على ألا نتفق). تذكروا أن للتاريخ أوراق وأقلام. وأن الأوطان لا تبنى بالتشفي والانتقام. ولطالما هناك الحد الأدنى من نقاط الإتفاق مثل: التداول السلمي للسلطة. وأهمية السلام في الاستقرار ودفع حركة التنمية للأمام. لماذا لم نجعلها نقطة انطلاق. بدلا من لغة النفاق ذات الضحكة الصفراء التي عنوان خطابنا السياسي الممجوج دائما وأبدا. أي: تقديم المصلحة الخاصة على العامة. أيها الساسة لقد تيقن الشارع بأن غالبية الأحزاب غير مؤتمنة على الوطن. والدليل عدم تقديمها لخارطة طريق واضحة المعالم حتى الآن والوطن كما ترون في أمس الحاجة لها (الحال يغني عن السؤال) تصب في مصلحته من أي حزب كان (حكومة ومعارضة). والحقيقة المرة وللأسف أن غالبية الأحزاب طرحها قائم على مناهضة طرح الأحزاب الأخرى منذ بواكير الدولة الوطنية. إلى متى نكون في سكة ساقية جحا (من البحر وللبحر). صدقوني (البكا بحرروه أهلو) ودونكم جنوب إفريقيا ورواندا وبورندي عندما استشعروا المسؤولية. وفي المقابل دول الربيع العربي عندما فتحوا بلدانهم للمخابرات العالمية. لذا فالإمساك بالقلم لكتابة الوصفة العلاجية السليمة بيدك خير من كتابتها بيد (عمرو). فسياسة (الجداد أكال بعضو) قد أوردتنا المهالك منذ فجر الاستقلال وحتى يوم الناس هذا. وليت قومي يتحملون المسؤولية التاريخية بكل جرأة وثبات. ونكون أنموذج للآخرين. ولا ينقصنا في ذلك إلا الإرادة الوطنية المجردة من الهوى.
عيساوي