يواجه الصحفيون في جنوب السودان عدة تحديات وهم يحتفلون باليوم العالمي لحرية الصحافة، ففضلا عن الاعتقالات المتكررة في صفوفهم، يكافح منتسبو هذه المهنة من أجل إجازة قانون الصحافة الذي يعتبرونه أولى الخطوات لحماية حرية التعبير في البلاد. فقبل يوم من حلول هذه الذكرى، اعتقلت السلطات مدير تحرير صحيفة “جوبا مونيتر” مايكل كوما على خلفية نشر صحيفته بيانا يحمّل الجنرال سيلفا مطوك نائب وزير الداخلية مسؤولية مقتل مواطن قرب منزله، وهو ما نفاه هذا المسؤول. وقال كوما للجزيرة نت إنه فوجئ بإلقاء القبض عليه بموجب بلاغ ضد الصحيفة بإشانة السمعة، مضيفا أن المتحري أبلغه بأنه سيبقى في الحبس إلى حين عودة رئيس تحرير الصحيفة من خارج البلاد.وهذه الحادثة ليست الأولى في جنوب السودان، فقبل نحو شهر صرح مسؤول محلي بأنه “سيصلب أي صحفي” ينتقد حكومته.وكان قد قتل مجهولون الكاتب الصحفي إيزايا أبراهام، وحتى هذه اللحظة لم يُلق القبض على قاتليه.وإزاء هذه المعضلات يقول الصحفيون إنهم يتطلعون إلى إجازة قانون الصحافة الذي يعتزم البرلمان مناقشته خلال الفترة المقبلة.وقالت رئيسة لجنة الإعلام والثقافة في البرلمان جوي كواجي للجزيرة نت إن هذا القانون مهم لكونه سيمثل غطاء تشريعيا لسير عمل الصحافة والإعلام في البلاد.وأضافت كواجي أن لجنتها جمعت كافة وجهات النظر بشأن القانون، وضمنتها في النسخة المقترحة للتداول.ويكافح الصحفيون في جنوب السودان من أجل إجازة القانون الذين يرون أنه سيمثل أولى الخطوات لحماية حرية التعبير في البلاد. وسجل جنوب السودان خلال أكثر من خمس حالات تهديد للصحفيين.ويشير كندي نيمايا -وهو صحفي مقيم بالعاصمة جوبا- أن المستقبل مخيف بالنسبة لهم في ظل ظروف العمل التي لا تكفل لهم الحماية اللازمة، متهما في حديثه للجزيرة نت الحكومة “بتعمد التأخير في الدفع بقانون الصحافة إلى الأمام”.